فصل: كتاب: الهبات

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: السنن الكبير ***


باب‏:‏ مَا جَاءَ في حَرِيمِ الآبَارِ

أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِى عَمْرٍو حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِىِّ بْنِ عَفَّانَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ عَوْفٍ الأَعْرَابِىِّ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏حَرِيمُ الْبِئْرِ أَرْبَعُونَ ذِرَاعًا مِنْ جَوَانِبِهَا كُلِّهَا لأَعْطَانِ الإِبِلِ وَالْغَنَمِ وَابْنُ السَّبِيلِ أَوَّلُ شَارِبٍ وَلاَ يُمْنَعُ فَضْلُ مَاءٍ لِيُمْنَعَ بِهِ الْكَلأُ‏.‏

وَرَوَاهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ عَوْفٍ قَالَ‏:‏ بَلَغَنِى عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ فَذَكَرَهُ مِنْ قَوْلِهِ وَقَدْ كَتَبْنَاهُ مِنْ حَدِيثِ مُسَدَّدٍ عَنْ هُشَيْمٍ أَخْبَرَنَا عَوْفٌ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ َنْ أَبِى هُرَيْرَةَ‏:‏ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ فَذَكَرَهُ أَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحَسَنِ الْمُقْرِئُ أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ فَذَكَرَهُ‏.‏

وَأَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِى عَمْرٍو حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِىِّ بْنِ عَفَّانَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ يُونُسَ عَنِ الزُّهْرِىِّ قَالَ أَخْبَرَنِى سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ‏:‏ أَنَّ حَرِيمَ الْبِئْرِ الْبَدِئ خَمْسَةٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا مِنْ َوَاحِيَهَا كُلَّهَا وَحَرِيمُ الْعَادِيَّةِ خَمْسُونَ ذِرَاعًا نَوَاحِيَهَا كُلَّهَا وَحَرِيمُ بِئْرِ الزَّرْعِ ثَلاَثُمِائَةِ ذِرَاعٍ مِنْ نَوَاحِيهَا كُلِّهَا‏.‏

قَالَ وَقَالَ الزُّهْرِىُّ وَسَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونُ‏:‏ حَرِيمُ الْعُيُونِ خَمْسُمِائَةِ ذِرَاعٍ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ مَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِىِّ‏.‏

وَرَوَاهُ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أُمَيَّةَ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏حَرِيمُ الْبِئْرِ الْعَادِيَّةِ خَمْسُونَ ذِرَاعًا وَحَرِيمُ الْبِئْرِ الْبَدِئ خَمْسَةٌ وَعِشْرُونَ ذِرَاعًا‏.‏ قَالَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ‏:‏ وَحَرِيمُ قَلِيبِ الزَّرْعِ ثَلاَثُمِائَةِ ذِرَاعٍ‏.‏ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ الْفَسَوِىُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَلِىٍّ اللُّؤْلُؤِىُّ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِىُّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ فَذَكَرَهُ‏.‏

وَرُوِىَ مِنْ حَدِيثِ مَعْمَرٍ وَإِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِى عَبْلَةَ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ مَرْفُوعًا مَوْصُولاً وَهُوَ ضَعِيفٌ‏.‏

وَأَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِى عَمْرٍو حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِىِّ بْنِ عَفَّانَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِى يَحْيَى عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ‏:‏ حَرِيمُ الْبِئْرِ خَمْسُونَ ذِرَاعًا وَحَرِيمُ الْعَيْنِ مِائَتَا ذِرَاعٍ‏.‏

وَحَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ‏:‏ سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الشَّامِىُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحُصَيْنِ قَالَ حَدَّثَنِى أَبِى قَالَ‏:‏ شَهِدْتُ حَبِيبَ بْنَ مَسْلَمَةَ قَضَى في حَرِيمِ الْبِئْرِ الْعَادِيَّةِ خَمْسِينَ ذِرَاعًا وَفِى الْبَدِئ خَمْسَةً وَعِشْرِينَ ذِرَاعًا‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِى عَمْرٍو حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِىٍّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ حَدَّثَنَا ابْنُ مُبَارَكٍ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِى سَعِيدٍ قَالَ سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏إِنَّ اللَّهَ جَعَلَ لِلزَّرْعِ حَرَمَهُ غَلْوَةً بِسَهْمٍ‏.‏ ‏{‏غ‏}‏ قَالَ يَحْيَى قَالُوا‏:‏ وَالْغَلْوَةُ مَا بَيْنَ ثَلاَثِمِائَةِ ذِرَاعٍ وَخَمْسِينَ إِلَى أَرْبَعِمِائَةٍ‏.‏

وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ في الْمَرَاسِيلِ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ الْفَسَوِىُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَلِىٍّ اللُّؤْلُؤِىُّ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ ح قَالَ أَبُو دَاوُدَ وَقَرَأْتُهُ عَلَى سَعِيدِ بْنِ يَعْقُوبَ عَنِ ابْنِ مُبَارَكِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِى قِلاَبَةَ عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ لاَ تُضَارُّوا في الْحَفْرِ‏.‏ زَادَ سَعِيدٌ‏:‏ وَذَلِكَ أَنْ يَحْفِرَ الرَّجُلُ إِلَى جَنْبِ الرَّجُلِ لِيَذْهَبَ بِمَائِهِ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِى عَمْرٍو حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِىِّ بْنِ عَفَّانَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ حَدَّثَنَا شَرِيكٌ وَقَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ عَنْ سَعْدٍ الْكَاتِبِ عَنْ بِلاَلٍ الْعَبْسِىِّ عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ لاَ حِمَى إِلاَّ في ثَلاَثٍ‏:‏ ثَلَّةِ الْبِئْرِ وَطِوَلِ الْفَرَسِ وَحَلْقَةِ الْقَوْمِ‏.‏

باب‏:‏ مَا جَاءَ في تَوْرِيثِ نِسَاءِ الْمُهَاجِرِينَ خِطَطَهُنَّ بِالْمَدِينَةِ

أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِىٍّ الرُّوذْبَارِىُّ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَاسَةَ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ غِيَاثٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ عَنْ كُلْثُومٍ عَنْ زَيْنَبَ‏:‏ أَنَّهَا كَانَتْ تَفْلِى رَأْسَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدَهُ امْرَأَةُ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَنِسَاءٌ مِنْ الْمُهَاجِرَاتِ وَهُنَّ يَشْتَكِينَ مَنَازِلَهُنَّ أَنَّهَا تَضِيقُ عَلَيْهِنَّ وَيُخْرَجْنَ مِنْهَا فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُوَرَّثَ دُورَ الْمُهَاجِرِينَ النِّسَاءُ فَمَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ فَوَرِثَتْهُ امْرَأَتُهُ دَارًا بِالْمَدِينَةِ‏.‏

باب‏:‏ مَنْ قَضَى فِيمَا بَيْنَ النَّاسِ بِمَا فِيهِ صَلاَحُهُمْ وَدَفَعَ الضَّرَرَ عَنْهُمْ عَلَى الاِجْتِهَادِ

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ‏:‏ عَلِىُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِىٍّ الْمُقْرِئُ أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِى بَكْرٍ حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ حَدَّثَنِى إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ‏:‏ إِنَّ مِنْ قَضَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَضَى أَنْ لاَ ضَرَرَ وَلاَ ضِرَارَ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِى إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَخْبَرَنَا الشَّافِعِىُّ أَنَّ مَالِكًا أَخْبَرَهُ عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى الْمَازِنِىِّ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ لاَ ضَرَرَ وَلاَإِضِرَارَ‏.‏

وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ‏:‏ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ‏:‏ أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ أَخْبَرَنَا الشَّافِعِىُّ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ لاَ يَمْنَعُ أَحَدُكُمْ جَارَهُ أَنْ يَغْرِزَ خَشَبَهُ في جِدَارِهِ‏.‏ قَالَ ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ‏:‏ مَا لي أَرَاكُمْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ وَاللَّهِ لأَرْمِيَنَّ بِهَا بَيْنَ أَكْتَافِكُمْ‏.‏

وأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ‏:‏ الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِىُّ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُزَ هُوَ الأَعْرَجُ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ‏:‏ مَنْ سَأَلَهُ جَارُهُ أَنْ يَغْرِزَ خَشَبَهُ في جِدَارِهِ فَلاَ يَمْنَعْهُ‏.‏ أَخْرَجَاهُ في الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ مَالِكٍ‏.‏

وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ‏:‏ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِى عَمْرٍو قَالاَ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِىُّ حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَعْوَرُ حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ أَخْبَرَنِى عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ أَنَّ هِشَامَ بْنَ يَحْيَى أَخْبَرَهُ عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ رَبِيعَةَ أَخْبَرَهُ‏:‏ أَنَّ أَخَوَيْنِ مِنْ بَنِى الْمُغِيرَةِ أَعْتَقَ أَحَدُهُمَا أَنْ لاَ يَغْرِزَ الآخَرَ خَشَبًا في جُدُرِهِ فَلَقِيَا مُجَمِّعَ بْنَ يَزِيدَ الأَنْصَارِىَّ وَرِجَالاً كَثِيرًا مِنَ الأَنْصَارِ فَقَالُوا‏:‏ نَشْهَدُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَمْرَ أَنْ لاَ يَمْنَعَ جَارٌ جَارَهُ أَنْ يَغْرِزَ خَشَبًا في جِدَارِهِ فَقَالَ الْحَالِفُ‏:‏ أَىْ أَخِى قَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ يَقْضِى لَكَ عَلَىَّ وَقَدْ حَلَفْتُ فَاجْعَلْ أُسْطُوَانًا دُونَ جُدُرِى فَفَعَلَ الآخَرُ فَغَرَزَ في الأُسْطُوَانَ خَشَبَهُ قَالَ لي عَمْرٌو‏:‏ فَأَنَا نَظَرْتُ إِلَى ذَلِكَ‏.‏

وَأَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ أَخْبَرَنَا الشَّافِعِىُّ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى الْمَازِنِىِّ عَنْ أَبِيهِ‏:‏ أَنَّ الضَّحَّاكَ بْنَ خَلِيفَةَ سَاقَ خَلِيجًا لَهُ مِنَ الْعُرَيْضِ فَأَرَادَ أَنْ يُمِرَّهُ في أَرْضٍ لِمُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ فَأَبَى مُحَمَّدٌ فَكَلَّمَ فِيهِ الضَّحَّاكُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه فَدَعَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ فَأَمَرَهُ أَنْ يُخَلِّىَ سَبِيلَهُ فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ‏:‏ لاَ‏.‏ فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه‏:‏ لِمَ تَمْنَعُ أَخَاكَ مَا يَنْفَعُهُ وَهُوَ لَكَ نَافِعٌ تَشْرَبُ بِهِ أَوَلاً وَآخِرًا وَلاَ يَضُرُّكَ فَقَالَ مُحَمَّدٌ‏:‏ لاَ‏.‏ فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه‏:‏ َاللَّهِ لَيَمُرَّنَ بِهِ وَلَوْ عَلَى بَطْنِكَ‏.‏ هَذَا مُرْسَلٌ وَبِمَعْنَاهُ رَوَاهُ أَيْضًا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِىُّ وَهُوَ أَيْضًا مُرْسَلٌ وَقَدْ رُوِىَ في مَعْنَاهُ حَدِيثٌ مَرْفُوعٌ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ‏:‏ عَلِىُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ وَاصِلٍ مَوْلَى أَبِى عُيَيْنَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ‏:‏ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِىٍّ يُحَدِّثُ عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ‏:‏ أَنَّهُ كَانَتْ لَهُ عَضُدٌ مِنْ نَخْلٍ في حَائِطِ رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ قَالَ وَمَعَ الرَّجُلِ أَهْلُهُ وَكَانَ سَمُرَةُ بْنُ جُنْدُبٍ يَدْخُلُ إِلَى نَخْلِهِ فَيَتَأَذَّى بِهِ وَيَشُقُّ عَلَيْهِ فَطَلَبَ إِلَيْهِ أَنْ يَبِيعَهُ فَأَبَى فَطَلَبَ إِلَيْهِ أَنْ يُنَاقِلَهُ فَأَبَى فَأَتَى النبي صلى الله عليه وسلم فَذَكَرَ ذَلِكَ لَهُ فَطَلَبَ إِلَيْهِ النبي صلى الله عليه وسلم أَنْ يَبِيعَهُ فَأَبَى فَطَلَبَ إِلَيْهِ أَنْ يُنَاقِلَهُ فَأَبَى قَالَ فَهَبْهُ لي وَلَكَ كَذَا وَكَذَا‏.‏ أَمْرٌ رَغَّبَهُ فِيهِ فَأَبَى فَقَالَ‏:‏ أَنْتَ مُضَارٌّ‏.‏ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِلأَنْصَارِىِّ‏:‏ اذْهَبْ فَاقْلَعْ نَخْلَهُ‏.‏ وَقَدْ رُوِىَ في مُعَارَضَتِهِ مَا دَلَّ عَلَى أَنَّهُ لاَ يُجْبَرُ عَلَيْهِ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَارِثِ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِى بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ‏:‏ أَنَّ رَجُلاً أَتَى النبي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ‏:‏ إِنَّ لِفُلاَنٍ في حَائِطِى عَذْقًا وَقَدْ آذَانِى وَشَقَّ عَلَىَّ مَكَانُ عَذْقِهِ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ نَبِىُّ اللَّهِ ‏(‏وَقَالَ‏:‏ بِعْنِى عَذْقَكَ الَّذِى في حَائِطِ فُلاَنٍ‏.‏ قَالَ‏:‏ لاَ‏.‏ قَالَ‏:‏ فَهَبْهُ لِى‏.‏ قَالَ‏:‏ لاَ قَالَ‏:‏ فَبِعْنِيهِ بِعَذْقٍ في الْجَنَّةِ‏.‏ قَالَ‏:‏ لاَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏مَا رَأَيْتُ أَبْخَلَ مِنْكَ إِلاَّ الَّذِى يَبْخَلُ بِالسَّلاَمِ‏.‏

وَأَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِى عَمْرٍو حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْمُزَنِىُّ أَخْبَرَنَا عَلِىُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنِى شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِىِّ قَالَ حَدَّثَنِى سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ‏:‏ أَنَّ أَوَّلَ شَىْءٍ عَتَبَ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى أَبِى لُبَابَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ أَنَّهُ خَاصَمَ يَتِيمًا لَهُ في عَذْقِ نَخْلَةٍ فَقَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لأَبِى لُبَابَةَ بِالْعَذْقِ فَضَجَّ الْيَتِيمُ وَاشْتَكَى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لأَبِى لُبَابَةَ‏:‏ هَبْ لي هَذَا الْعَذْقَ يَا أَبَا لُبَابَةَ لِكَىْ نَرُدَّهُ إِلَى الْيَتِيمِ‏.‏ فَأَبَى أَبُو لُبَابَةَ أَنْ يَهَبَهُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏يَا أَبَا لُبَابَةَ أَعْطِهِ هَذَا الْيَتِيمَ وَلَكَ مِثْلُهُ في الْجَنَّةِ‏.‏ فَأَبَى أَبُو لُبَابَةَ أَنْ يُعْطِيَهُ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنِ ابْتَعْتُ هَذَا الْعَذْقَ فَأَعْطَيْتُ الْيَتِيمَ أَلِى مِثْلُهُ في الْجَنَّةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏نَعَمْ‏.‏ فَانْطَلَقَ الأَنْصَارِىُّ وَهُوَ ابْنُ الدَّحْدَاحَةِ حَتَّى لَقِىَ أَبَا لُبَابَةَ فَقَالَ‏:‏ يَا أَبَا لُبَابَةَ أَبْتَاعُ مِنْكَ هَذَا الْعَذْقَ بِحَدِيقَتِى‏.‏ وَكَانَتْ لَهُ حَدِيقَةُ نَخْلٍ فَقَالَ أَبُو لُبَابَةَ‏:‏ نَعَمْ فَابْتَاعَهُ مِنْهُ بِحَدِيقَةٍ فَلَمْ يَلْبَثِ ابْنُ الدَّحْدَاحَةِ إِلاَّ يَسِيرًا حَتَّى جَاءَ كُفَّارُ قُرَيْشٍ يَوْمَ أُحُدٍ فَخَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَاتَلَهُمْ فَقُتِلَ شَهِيدًا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏رُبَّ عَذْقٍ مُذَلَّلٍ لاِبْنِ الدَّحْدَاحَةِ في الْجَنَّةِ‏.‏

وَأَمَّا حَدِيثُ لاَ ضَرَرَ وَلاَ ضِرَارَ فَهُوَ مُرْسَلٌ وَهُوَ مُشْتَرِكُ الدِّلاَلَةِ وَأَمَّا حَدِيثُ الْخَشَبَةِ فَمِنَ الْعُلَمَاءِ مَنْ حَمَلَهُ عَلَى ظَاهِرِهِ لِحَمْلِ رَاوِيهِ عَلَى الْوُجُوبِ كَمَا تَرَى وَلَمْ أَجِدْ لِلشَّافِعِىِّ قَوْلاً يُخَالِفُهُ بَلْ قَدْ نَصَّ في الْقَدِيمِ وَالْجَدِيدِ عَلَى مَا يُوَافِقُهُ وَأَمَّا حَدِيثُ عُمَرَ رضي الله عنه فَقَدْ خَالَفَهُ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ وَقَدْ نَجِدُ مَنْ يَدَعُ الْقَوْلَ بِهِ عُمُومًا في أَنَّ كُلَّ مُسْلِمٍ أَحَقُّ بِمَالِهِ فَيَتَوَسَّعُ بِهِ في خِلاَفِهِ قَالَ الشَّافِعِىُّ في الْقَدِيمِ وَأَحْسَبُ قَضَاءَ عُمَرَ رضي الله عنه في امْرَأَةِ الْمَفْقُودِ مِنْ بَعْضِ هَذِهِ الْوُجُوهِ الَّتِى مَنَعَ فِيهَا الضَّرَرَ بِالْمَرْأَةِ إِذَا كَانَ الضَّرَرُ عَلَيْهَا أَبْيَنَ قَالَ في الْجَدِيدِ وَقَالَ عَلِىُّ بْنُ أَبِى طَالِبٍ رضي الله عنه في امْرَأَةِ الْمَفْقُودِ‏:‏ امْرَأَةٌ ابْتُلِيَتْ فَلْتَصْبِرْ لاَ تُنْكَحُ حَتَّى يَأْتِيَهَا يَقِينُ مَوْتِهِ‏.‏

قَالَ الشَّافِعِىُّ رَحِمَهُ اللَّهُ وَبِهَذَا نَقُولُ‏.‏

كتاب‏:‏ الوقف

باب‏:‏ الصَّدَقَاتِ الْمُحَرَّمَاتِ

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ السَّعْدِىُّ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ‏:‏ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَالُوَيْهِ الْمُزَكِّى حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ‏:‏ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ بْنِ خَلاَّدٍ الْعَطَّارُ بِبَغْدَادَ حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِى أُسَامَةَ التَّمِيمِىُّ حَدَّثَنَا أَشْهَلُ يَعْنِى ابْنَ حَاتِمٍ حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ الْعَدْلُ بِبَغْدَادَ أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الرَّزَّازُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْوَلِيدِ الْفَحَّامُ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ‏:‏ أَنَّ عُمَرَ رضي الله عنه أَصَابَ أَرْضًا بِخَيْبَرَ فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّى أَصَبْتُ أَرْضًا وَاللَّهِ مَا أَصَبْتُ مَالاً قَطُّ هُوَ أَنْفَسُ عِنْدِى مِنْهَا فَمَا تَأْمُرُنِى يَا رَسُولَ اللَّهِ‏؟‏ قَالَ‏:‏ إِنْ شِئْتَ تَصَدَّقْتَ بِهَا وَحَبَّسْتَ أَصْلَهَا‏.‏ قَالَ فَجَعَلَهَا عُمَرُ رضي الله عنه صَدَقَةً لاَ تُبَاعُ وَلاَ تُوهَبُ وَلاَ تُورَثُ تَصَدَّقَ بِهَا عَلَى الْفُقَرَاءِ وَلِذَوِى الْقُرْبَى وَفِى سَبِيلِ اللَّهِ وَفِى الرِّقَابِ‏.‏ قَالَ ابْنُ عَوْنٍ وَأَحْسَبُهُ قَالَ‏:‏ وَالضَّيْفِ وَلاَ جُنَاحَ عَلَى مَنْ وَلِيَهَا أَنْ يَأْكُلَ بِالْمَعْرُوفِ وَيُطْعِمَ صَدِيقًا غَيْرَ مُتَمَوِّلٍ فِيهِ‏.‏ لَفْظُ حَدِيثِ ابْنِ بِشْرَانَ‏.‏

رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِى عَاصِمٍ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ‏.‏

وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ عَبْدَانَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ الضَّبِّىُّ حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ‏:‏ أَصَابَ عُمَرُ رضي الله عنه أَرْضًا بِخَيْبَرَ فَأَتَى النبي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ‏:‏ إِنِّى أَصَبْتُ أَرْضًا لَمْ أُصِبْ مَالاً قَطُّ أَنْفَسَ عِنْدِى مِنْهُ فَكَيْفَ تَأْمُرُنِى‏؟‏ قَالَ‏:‏ إِنْ شِئْتَ حَبَسْتَ أَصْلَهَا وَتَصَدَّقْتَ بِهَا‏.‏ فَتَصَدَّقَ بِهَا عُمَرُ أَنَّهُ لاَ يُبَاعُ أَصْلُهَا وَلاَ يُورَثُ وَلاَ يُوهَبُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْقُرْبَى وَالرِّقَابِ وَفِى سَبِيلِ اللَّهِ وَالضَّيْفِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَلاَ جُنَاحَ عَلَى مَنْ وَلِيَهَا أَنْ يَأْكُلَ بِالْمَعْرُوفِ أَوْ يُطْعِمَ صَدِيقًا غَيْرَ مُتَمَوِّلٍ فِيهِ‏.‏

رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ مُسَدَّدٍ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ الْعَدْلُ بِبَغْدَادَ أَخْبَرَنَا دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِىٍّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى أَخْبَرَنَا سُلَيْمُ بْنُ أَخْضَرَ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ‏:‏ أَصَابَ عُمَرُ رضي الله عنه أَرْضًا بِخَيْبَرَ فَأَتَى النبي صلى الله عليه وسلم يَسْتَأْمِرُهُ فِيهَا فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّى أَصَبْتُ أَرْضًا بِخَيْبَرَ لَمْ أُصِبْ مَالاً قَطُّ هُوَ أَنْفَسُ عِنْدِى مِنْهُ فَمَا تَأْمُرُ بِهِ فَقَالَ‏:‏ إِنْ شِئْتَ حَبَسْتَ أَصْلَهَا وَتَصَدَّقْتَ بِهَا‏.‏ قَالَ‏:‏ فَتَصَدَّقَ بِهَا عُمَرُ أَنْ لاَ يُبَاعُ أَصْلُهَا لاَ يُبَاعُ وَلاَ يُورَثُ وَلاَ يُوهَبُ قَالَ فَتَصَدَّقَ عُمَرُ في الْفُقَرَاءِ وَفِى الْقُرْبَى وَالرِّقَابِ وَفِى سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَالضَّيْفِ لاَ جُنَاحَ عَلَى مَنْ وَلِيَهَا أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا بِالْمَعْرُوفِ وَيُطْعِمَ صَدِيقًا غَيْرَ مُتَمَوِّلٍ فِيهِ‏.‏ قَالَ فَحَدَّثْتُ بِهَذَا الْحَدِيثِ مُحَمَّدًا فَلَمَّا بَلَغْتُ هَذَا الْمَكَانَ غَيْرَ مُتَمَوِّلٍ مَالاً قَالَ مُحَمَّدٌ‏:‏ غَيْرَ مُتَأَثِّلٍ مَالاً‏.‏ قَالَ ابْنُ عَوْنٍ وَأَخْبَرَنِى مَنْ قَرَأَ هَذَا الْكِتَابَ أَنَّ فِيهِ غَيْرَ مُتَأَثِّلٍ مَالاً‏.‏

رَوَاهُ مُسْلِمٌ في الصَّحِيحِ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى‏.‏

أَخْبَرنَا عَلِىُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ الْعَدْلُ بِبَغْدَادَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ‏:‏ عَلِىُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِىُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِى مَرْيَمَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْفِرْيَابِىُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِىُّ عَنِ ابْنِ عَوْنٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنْ عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ‏:‏ أَصَبْتُ أَرْضًا مِنْ خَيْبَرَ مَا أَصَبْتُ مَالاً قَطُّ أَنْفَسَ عِنْدِى مِنْهُ فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَسْتَأْمِرُهُ فَقُلْتُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّى أَصَبْتُ أَرْضًا مِنْ خَيْبَرَ مَا أَصَبْتُ مَالاً أَنْفَسَ عِنْدِى مِنْهُ قَالَ‏:‏ إِنْ شِئْتَ حَبَسْتَ أَصْلَهَا وَتَصَدَّقْتَ بِهَا‏.‏ فَتَصَدَّقَ بِهَا عُمَرُ عَلَى أَنْ لاَ تُبَاعَ وَلاَ تُوهَبَ وَلاَ تُورَثَ قَالَ فَتَصَدَّقَ بِهَا في الْفُقَرَاءِ وَالأَقْرَبِينَ وَفِى سَبِيلِ اللَّهِ وَفِى الرِّقَابِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَفِى الضَّيْفِ لاَ جُنَاحَ عَلَى مَنْ وَلِيَهَا يَأْكُلُ بِالْمَعْرُوفِ وَيُعْطِى بِالْمَعْرُوفِ صَدِيقًا غَيْرَ مُتَمَوِّلٍ‏.‏ قَالَ ابْنُ عَوْنٍ فَذَكَرْتُهُ لاِبْنِ سِيرِينَ فَقَالَ‏:‏ غَيْرَ مُتَأَثِّلٍ مَالاً‏.‏ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ في الصَّحِيحِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِى دَاوُدَ الْحَفَرِىِّ عَنْ سُفْيَانَ‏.‏

حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ‏:‏ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الأَصْبَهَانِىُّ أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ‏:‏ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادِ بْنِ بِشْرٍ الْبَصْرِىُّ بِمَكَّةَ حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ سَهْلٍ التُّسْتَرِىُّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ حَدَّثَنَا أَيُّوبُ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ عُمَرُ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّى أَصَبْتُ مَالاً بِخَيْبَرَ لَمْ أُصِبْ مَالاً قَطُّ أَحَبَّ إِلَىَّ مِنْهُ فَقَالَ لَهُ‏:‏ إِنْ شِئْتَ تَصَدَّقْتَ بِهِ وَإِنْ شِئْتَ أَمْسَكْتَ أَصْلَهُ‏.‏ قَالَ فَتَصَدَّقَ بِهِ عُمَرُ رضي الله عنه عَلَى الضُّعَفَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ لاَ جُنَاحَ عَلَى مَنْ وَلِيَهَا أَنْ يَأْكُلَ أَوْ يُطْعِمْ صَدِيقًا غَيْرَ مُتَمَوِّلٍ فِيهِ مَالاً أَوْ مُتَأَثِّلٍ مِنْهُ مَالاً‏.‏

وَكَذَلِكَ رُوِىَ عَنْ يُونُسَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنْ أَيُّوبَ وَعَنْ يَزِيدَ بْنِ زُرَيْعٍ عَنْ أَيُّوبَ وَأَرْسَلَهُ جَمَاعَةٌ عَنْ حَمَّادٍ وَأَخْرَجَ الْبُخَارِىُّ آخِرَهُ عَنْ قُتَيْبَةَ عَنْ حَمَّادٍ مَوْصُولاً‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَخْبَرَنِى أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّسَوِىُّ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ شَاكِرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنِى هَارُونُ حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ مَوْلَى بَنِى هَاشِمٍ حَدَّثَنَا صَخْرُ بْنُ جُوَيْرِيَةَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ‏:‏ أَنَّ عُمَرَ رضي الله عنه تَصَدَّقَ بِمَالٍ لَهُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَكَانَ يُقَالُ لَهُ ثَمْغٌ وَكَانَ نَخْلاً فَقَالَ عُمَرُ رضي الله عنه‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّى اسْتَفَدْتُ مَالاً وَهُوَ عِنْدِى نَفِيسٌ فَأَرَدْتُ أَنْ أَتَصَدَّقَ بِهِ فَقَالَ النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏تَصَدَّقَ بِأَصْلِهِ لاَ يُبَاعُ وَلاَ يُوهَبُ وَلاَ يُورَثُ وَلَكِنْ يُنْفَقُ ثَمَرُهُ‏.‏ فَتَصَدَّقَ بِهِ عُمَرُ فَصَدَقَتُهُ ذَلِكَ في سَبِيلِ اللَّهِ وَفِى الرِّقَابِ وَالْمَسَاكِينِ وَالضَّيْفِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَلِذِى الْقُرْبَى وَلاَ جُنَاحَ عَلَى مَنْ وَلِيَهُ أَنْ يَأْكُلَ مِنْهُ بِالْمَعْرُوفِ أَوْ يُؤْكِلَ صَدِيقَهُ غَيْرَ مُتَمَوِّلٍ بِهِ‏.‏ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِىُّ َكَذَا‏.‏

وَبِهَذَا الْمَعْنَى رُوِىَ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِىِّ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ‏:‏ أَنَّ عُمَرَ اسْتَشَارَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِى أَنْ يَتَصَدَّقَ بِمَالِهِ الَّذِى بِثَمْغٍ فَقَالَ لَهُ النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏تَصَدَّقَ بِثَمَرِهِ وَاحْبِسْ أَصْلَهُ لاَ يُبَاعُ وَلاَ يُورَثُ‏.‏ أَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ الْعَدْلُ بِبَغْدَادَ حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ‏:‏ عَلِىُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِىُّ إِمْلاَءً حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ بِلاَلٍ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى وَأَحْمَدُ بْنُ أَبِى بَكْرٍ قَالاَ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِى إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمُطَّلِبِ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ فَذَكَرَهُ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ‏:‏ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِى وَأَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِى إِسْحَاقَ الْمُزَكِّى قَالاَ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِى اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ صَدَقَةِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ نَسَخَهَا لي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ في ثَمْغٍ أَنَّهُ إِلَى حَفْصَةَ مَا عَاشَتْ تُنْفِقُ ثَمَرَهُ حَيْثُ أَرَاهَا اللَّهُ فَإِنْ تُوُفِّيَتْ فَإِنَّهُ إِلَى ذِى الرَّأْىِ مِنْ أَهْلِهَا لاَ يُشْتَرَى أَصْلُهُ أَبَدًا وَلاَ يُوهَبُ وَمَنْ وَلِيَهُ فَلاَ حَرَجَ عَلَيْهِ في ثَمَرِهِ إِنْ أَكَلَ أَوْ آكَلَ صَدِيقًا غَيْرَ مُتَأَثِّلٍ مَالاً فَما عَفَا عَنْهُ مِنْ ثَمَرِهِ فَهُوَ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ وَالضَّيْفِ وَذَوِى الْقُرْبَى وَابْنِ السَّبِيلِ وَفِى سَبِيلِ اللَّهِ تُنْفِقُهُ حَيْثُ أَرَاهَا اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ فَإِنْ تُوُفِّيَتْ فَإِلَى ذِى الرَّأْىِ مِنْ وَلَدِى وَالْمِائَةُ الْوَسْقِ الَّذِى أَطْعَمَنِى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِالْوَادِى بِيَدِى لَمْ أَهْلِكْهَا فَإِنَّهُ مَعَ ثَمْغٍ عَلَى سُنَتِهِ الَّتِى أَمَرْتُ بِهَا وَإِنْ شَاءَ وَلِىُّ ثَمْغٍ اشْتَرَى مِنْ ثَمَرِهِ رَقِيقًا لِعَمَلِهِ‏.‏ وَكَتَبَ مُعَيْقِيبٌ وَشَهِدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الأَرْقَمِ بِسْم اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هَذَا مَا أَوْصَى بِهِ عَبْدُ اللَّهِ عُمَرُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ إِنْ حَدَثَ بِهِ حَدَثٌ أَنَّ ثَمْغًا وَصِرْمَةَ ابْنِ الأَكْوَعِ وَالْعَبْدَ الَّذِى فِيهِ وَالْمِائَةَ السَّهْمِ الَّذِى بِخَيْبَرَ وَرَقِيقَهُ الَّذِى فِيهِ وَالْمِائَةَ يَعْنِى الْوَسْقَ الَّذِى أَطْعَمَهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَلِيهِ حَفْصَةُ مَا عَاشَتْ ثُمَّ يَلِيهِ ذُو الرَّأْىِ مِنْ أَهْلِهَا لاَ يُبَاعُ وَلاَ يُشْتَرَى يُنْفِقُهُ حَيْثُ رَأَى مِنَ السَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ وَذَوِى الْقُرْبَى وَلاَ حَرَجَ عَلَى وَلِيِّهِ إِنْ أَكَلَ أَوْ آكَلَ أَوِ اشْتَرَى لَهُ رَقِيقًا مِنْهُ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ يُوسُفَ الأَصْبَهَانِىُّ أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ الأَعْرَابِىِّ حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بْنُ نَصْرٍ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ الأَزْرَقُ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الْمُصْطَلِقِ قَالَ‏:‏ لَمْ يَتْرُكْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلاَّ بَغْلَةً بَيْضَاءَ وَسِلاَحًا وَأَرْضًا جَعَلَهَا صَدَقَةً‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ حَدَّثَنَا الْفَضَّلُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا النُّفَيْلِىُّ حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ خَتَنِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَخِى امْرَأَتِهِ قَالَ‏:‏ وَاللَّهِ مَا تَرَكَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دِينَارًا وَلاَ دِرْهَمًا وَلاَ عَبْدًا وَلاَ أَمَةً وَلاَ شَيْئًا إِلاَّ بَغْلَتَهُ الْبَيْضَاءَ وَسِلاَحَهُ وَأَرْضًا تَرَكَهَا صَدَقَةً‏.‏ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِىُّ في الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ زُهَيْرِ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَأَبِى الأَحْوَصِ وَالثَّوْرِىِّ عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَخْبَرَنِى نَذِيرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جُنَاحٍ الْمُحَارِبِىُّ بِالْكُوفَةِ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبِى الأَحْوَصِ الثَّقَفِىُّ حَدَّثَنَا أَبِى حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ زِيَادٍ الْهَمْدَانِىُّ حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ الأَبَّارُ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها‏:‏ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَعَلَ سَبْعَ حِيطَانٍ لَهُ بِالْمَدِينَةِ صَدَقَةً عَلَى بَنِى الْمُطَّلِبِ وَبَنِى هَاشِمٍ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِى عَمْرٍو قَالاَ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْمُؤَذِّنُ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلاَلٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ‏:‏ أَنَّ عَلِىَّ بْنَ أَبِى طَالِبٍ قَطَعَ لَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنهمَا يَنْبُعَ ثُمَّ اشْتَرَى عَلِىُّ بْنُ أَبِى طَالِبٍ رضي الله عنه إِلَى قَطِيعَةِ عُمَرَ رضي الله عنه أَشْيَاءَ فَحَفَرَ فِيهَا عَيْنًا فَبَيْنَا هُمْ يَعْمَلُونَ فِيهَا إِذْ تَفَجَّرَ عَلَيْهِمْ مِثْلُ عُنُقِ الْجَزُورِ مِنَ الْمَاءِ فَأُتِىَ عَلِىٌّ وَبُشِّرَ بِذَلِكَ قَالَ‏:‏ بَشِّرِ الْوَارِثَ ثُمَّ تَصَدَّقْ بِهَا عَلَى الْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَفِى سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ الْقَرِيبِ وَالْبَعِيدِ وَفِى السِّلْمِ وَفِى الْحَرْبِ لِيَوْمٍ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ لِيَصْرِفَ اللَّهُ تَعَالَى بِهَا وَجْهِى عَنِ النَّارِ وَيَصْرِفَ النَّارَ عَنْ وَجْهِى‏.‏

وَرُوِّينَا مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ أَبِى جَعْفَرٍ أَنَّ عُمَرَ وَعَلِيًّا رضي الله عنهمَا وَقَفَا أَرْضًا لَهُمَا بَتًا بَتْلاً‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِى إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَخْبَرَنَا الشَّافِعِىُّ أَخْبَرَنِى مُحَمَّدُ بْنُ عَلِىِّ بْنِ شَافِعٍ أَخْبَرَنِى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَسَنِ بْنِ حَسَنٍ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وَأَحْسَبُهُ قَالَ زَيْدُ بْنُ عَلِىٍّ‏:‏ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَصَدَّقَتْ بِمَالِهَا عَلَى بَنِى هَاشِمٍ وَبَنِى الْمُطَّلِبِ وَأَنَّ عَلِيًّا رضي الله عنه تَصَدَّقَ عَلَيْهِمْ وَأَدْخَلَ مَعَهُمْ غَيْرَهُمْ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَخْبَرَنِى أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَعْقِلٍ حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ حَدَّثَنِى مَالِكٌ‏:‏ أَنَّ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ رضي الله عنه كَانَ قَدْ حَبَسَ دَارَهُ الَّتِى في الْبَقِيعِ وَدَارَهُ الَّتِى عِنْدَ الْمَسْجِدِ وَكَتَبَ في كِتَابِ حُبْسِهِ عَلَى مَا حَبَسَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ مَالِكٌ وَحُبْسُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ عِنْدِى قَالَ‏:‏ وَكَانَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ رضي الله عنه يَسْكُنُ مَنْزِلاً في دَارِهِ الَّتِى حَبَسَ عِنْدَ الْمَسْجِدِ حَتَّى مَاتَ فِيهِ وَقَدْ كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ رضي الله عنه فَعَلَ ذَلِكَ حَبَس َدَارَهُ وَكَانَ يَسْكُنُ مَسْكَنًا مِنْهَا‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ‏:‏ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْمِهْرَجَانِىُّ الْخَطِيبُ أَخْبَرَنَا أَبُو بَحْرٍ الْبَرْبَهَارِىُّ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ‏:‏ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ الْحُمَيْدِىُّ قَالَ وَتَصَدَّقَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رضي الله عنه بِدَارِهِ بِمَكَّةَ عَلَى وَلَدِهِ فَهِىَ إِلَى الْيَوْمِ وَتَصَدَّقَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه بِرَبْعِهِ عِنْدَ الْمَرْوَةِ وَبِالثَّنِيَّةِ عَلَى وَلَدِهِ فَهِىَ إِلَى الْيَوْمِ وَتَصَدَّقَ عَلِىُّ بْنُ أَبِى طَالِبٍ رضي الله عنه بِأَرْضِهِ بِيَنْبُعَ فَهِىَ إِلَى الْيَوْمِ وَتَصَدَّقَ الزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ رضي الله عنه بِدَارِهِ بِمَكَّةَ في الْحَرَامِيَّةِ وَدَارِهِ بِمِصْرَ وَأَمْوَالِهِ بِالْمَدِينَةِ عَلَى وَلَدِهِ فَذَلِكَ إِلَى الْيَوْمِ وَتَصَدَّقَ سَعْدُ بْنُ أَبِى وَقَّاصٍ رضي الله عنه بِدَارِهِ بِالْمَدِينَةِ وَبِدَارِهِ بِمِصْرَ عَلَى وَلَدِهِ فَذَلِكَ إِلَى الْيَوْمِ وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رضي الله عنه بِرُومَةَ فَهِىَ إِلَى الْيَوْمِ وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ رضي الله عنه بِالْوَهْطِ مِنَ الطَّائِفِ وَدَارِهِ بِمَكَّةَ عَلَى وَلَدِهِ فَذَلِكَ إِلَى الْيَوْمِ وَحَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ رضي الله عنه بِدَارِهِ بِمَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ عَلَى وَلَدِهِ فَذَلِكَ إِلَى الْيَوْمِ قَالَ‏:‏ وَمَا لاَ يَحْضُرُنِى ذِكْرُهُ كَثِيرٌ يُجْزِئُ مِنْهُ أَقُلَّ مِمَّا ذَكَرْتُ قَالَ‏:‏ وَفِيمَا ذَكَرْتُ مِنْ صَدَقَاتِ مَنْ تَصَدَّقَ بِدَارِهِ بِمَكَّةَ حُجَّةٌ لأَهْلِ مَكَّةَ في مِلْكِ بُيُوتِهَا وَكِرَاءِ مَنَازِلِهَا لأَنَّهُ لاَ يَعْمِدُ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَالزُّبَيْرُ َعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ وَحَكِيمُ بْنُ حِزَامٍ رضي الله عنهمْ إِلَى شَىْءٍ النَّاسُ فِيهِ شَرَعٌ سَوَاءٌ فَيَتَصَدَّقُونَ بِهِ عَلَى أَوْلاَدِهِمْ دُونَ مَالِكِيهِ مَعَهُمْ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِىُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ مَحْمُودٍ الْمَرْوَزِىُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِىٍّ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا الأَنْصَارِىُّ حَدَّثَنِى أَبِى عَنْ ثُمَامَةَ عَنْ أَنَسٍ‏:‏ أَنَّهُ وَقَفَ دَارًا بِالْمَدِينَةِ فَكَانَ إِذَا حَجَّ مَرَّ بِالْمَدِينَةِ فَنَزَلَ دَارَهُ‏.‏

باب‏:‏ جَوَازِ الصَّدَقَةِ الْمُحَرَّمَةِ وَإِنْ لَمْ تُقْبَضْ

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالُوَيْهِ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ رُمْحٍ الْبَزَّازُ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَوْنٍ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ‏:‏ أَصَابَ عُمَرُ أَرْضًا بِخَيْبَرَ فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّى أَصَبْتُ أَرْضًا بِخَيْبَرَ وَاللَّهِ مَا أَصَبْتُ مَالاً قَطُّ هُوَ أَنْفَسُ عِنْدِى مِنْهَا فَمَا تَأْمُرُنِى قَالَ‏:‏ إِنْ شِئْتَ تَصَدَّقْتَ بِهَا وَحَبَسْتَ أَصْلَهَا‏.‏ فَجَعَلَهَا عُمَرُ أَنْ لاَ تُبَاعَ وَلاَ تُوهَبَ وَلاَ تُورَثَ وَتَصَدَّقَ بِهَا عَلَى الْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَفِى سَبِيلِ اللَّهِ وَالرِّقَابِ وَلاَ جُنَاحَ عَلَى مَنْ وَلِيَهَا أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا بِالْمَعْرُوفِ وَيُطْعِمَ مِنْهَا غَيْرَ مُتَمَوِّلٍ فِيهِ ثُمَّ أَوْصَى بِهِ إِلَى حَفْصَةَ بِنْتِ عُمَرَ رضي الله عنهمَا ثُمَّ إِلَى الأَكَابِرِ مِنْ آلِ عُمَرَ‏.‏

قَالَ الشَّافِعِىُّ في كِتَابِ الْبَحِيرَةِ أَخْبَرَنِى غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ آلِ عُمَرَ وَآلِ عَلِىٍّ‏:‏ أَنَّ عُمَرَ وَلِىَ صَدَقَتَهُ حَتَّى مَاتَ وَجَعَلَهَا بَعْدَهُ إِلَى حَفْصَةَ وَأَنَّ عَلِيًّا وَلِىَ صَدَقَتَهُ حَتَّى مَاتَ وَوَلِيَهَا بَعْدَهُ حَسَنُ بْنُ عَلِىٍّ وَإِنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلِيَتْ صَدَقَتَهَا حَتَّى مَاتَتْ وَبَلَغَنِى عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنَ الأَنْصَارِ أَنَّهُ وَلِىَ صَدَقَتَهُ حَتَّى مَاتَ قَالَ في الْقَدِيمِ وَوَلِىَ الزُّبَيْرُ صَدَقَتَهُ حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ وَوَلِىَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ صَدَقَتَهُ حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ وَوَلِىَ الْمِسْوَرُ بْنُ مَخْرَمَةَ صَدَقَتَهُ حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِىُّ أَخْبَرَنَا عَلِىُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ صَاعِدٍ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِىٍّ حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ عِيسَى بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ‏:‏ فُرِغَ مِنْ أَرْبَعٍ‏:‏ مِنَ الْخَلْقِ وَالْخُلُقِ وَالرِّزْقِ وَالأَجَلِ فَلَيْسَ أَحَدٌ أَكْسَبَ مِنْ أَحَدٍ وَالصَّدَقَةُ جَائِزَةٌ قُبِضَتْ أَوْ لَمْ تُقْبَضْ‏.‏

باب‏:‏ وَقْفِ الْمَشَاعِ

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ‏:‏ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِى حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ أَخْبَرَنَا الشَّافِعِىُّ أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ‏:‏ أَنَّ عُمَرَ مَلَكَ مِائَةَ سَهْمٍ مِنْ خَيْبَرَ اشْتَرَاهَا فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّى أَصَبْتُ مَالاً لَمْ أُصِبْ مِثْلَهُ قَطُّ وَقَدْ أَرَدْتُ أَنْ أَتَقَرَّبَ بِهِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ‏:‏ حَبِّسِ الأَصْلَ وَسَبِّلِ الثَّمَرَةَ‏.‏

وَ أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ وَأَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ‏:‏ يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الْخَطِيبُ أَخْبَرَنَا أَبُو بَحْرٍ الْبَرْبَهَارِىُّ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِىُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ مُنْذُ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ سَنَةً قَالَ أَخْبَرَنِى نَافِعٌ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ عُمَرَ قَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّى أَصَبْتُ مَالاً لَمْ أُصِبْ قَطُّ مِثْلَهُ تَخَلَّصْتُ الْمِائَةَ سَهْمٍ الَّتِى بِخَيْبَرَ وَإِنِّى قَدْ أَرَدْتُ أَنْ أَتَقَرَّبَ بِهَا إِلَى اللَّهِ تَعَالَى فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏حَبِّسِ الأَصْلَ وَسَبِّلِ الثَّمَرَةَ‏.‏

قَالَ أَبُو يَحْيَى السَّاجِىُّ وَرُوِىَ أَنَّ الْحَسَنَ أَو الْحُسَيْنَ وَقَفَ أَحَدُهُمَا أَشْقَاصًا مِنْ دُورِهِ فَأَجَازَ ذَلِكَ الْعُلَمَاءُ وَتَصَدَّقَ ابْنُ عُمَرَ بِالسَّهْمِ بِالْغَابَةِ الَّذِى وَهَبَتْ لَهُ حَفْصَةُ‏.‏

باب‏:‏ مَنْ قَالَ لاَ حُبْسَ عَنْ فَرَائِضِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ

أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرِ بْنُ قَتَادَةَ وَأَبُو بَكْرٍ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْفَارِسِىُّ قَالاَ أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ مَطَرٍ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَلِىٍّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ لَهِيعَةَ عَمَّنْ سَمِعَ عِكْرِمَةَ يُحَدِّثُ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ‏:‏ لَمَّا أُنْزِلَتِ الْفَرَائِضُ في سُورَةِ النِّسَاءِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏لاَ حُبْسَ بَعْدَ سُورَةِ النِّسَاءِ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الأَصْبَهَانِىُّ أَخْبَرَنَا عَلِىُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَدَّثَنَا كَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ لَهِيعَةَ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ بَعْد مَا أُنْزِلَتْ سُورَةُ النِّسَاءِ وَفُرِضَ فِيهَا الْفَرَائِضُ يَقُولُ‏:‏ لاَ حُبْسَ بَعْدَ سُورَةِ النِّسَاءِ‏.‏

وَأَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَارِثِ الْفَقِيهُ أَخْبَرَنَا عَلِىُّ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ الْمُهْتَدِى بِاللَّهِ حَدَّثَنِى مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ مُوسَى الصَّدَفِىُّ بِمِصْرَ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ أَخِيهِ عِيسَى بْنِ لَهِيعَةَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏لاَ حُبْسَ عَنْ فَرَائِضِ اللَّهِ‏.‏ ‏{‏ج‏}‏ قَالَ عَلِىٌّ رَحِمَهُ اللَّهُ لَمْ يُسْنِدْهُ غَيْرُ ابْنِ لَهِيعَةَ عَنْ أَخِيهِ وَهُمَا ضَعِيفَانِ قَالَ الشَّيْخُ وَهَذَا اللَّفْظُ إِنَّمَا يُعْرَفُ مِنْ قَوْلِ شُرَيْحٍ الْقَاضِى‏.‏

أَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ أَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ بِبَغْدَادَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دُرُسْتُوَيْهِ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْحُمَيْدِىُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ قَالَ‏:‏ أَتَيْتُ شُرَيْحًا في زَمَنِ بِشْرِ بْنِ مَرْوَانَ وَهُوَ يَوْمَئِذٍ قَاضٍ فَقُلْتُ‏:‏ يَا أَبَا أُمَيَّةَ أَفْتِنِى فَقَالَ‏:‏ يَا ابْنَ أَخِى إِنَّمَا أَنَا قَاضٍ وَلَسْتُ بِمُفْتى قَالَ فَقُلْتُ‏:‏ إِنِّى وَاللَّهِ مَا جِئْتُ أُرِيدُ خُصُومَةً إِنَّ رَجُلاً مِنَ الْحَىِّ جَعَلَ دَارَهُ حُبْسًا قَالَ عَطَاءٌ فَدَخَلَ مِنَ الْبَابِ الَّذِى في الْمَسْجِدِ في الْمَقْصُورَةِ فَسَمِعْتُهُ حِينَ دَخَلَ وَتَبِعْتُهُ وَهُوَ يَقُولُ لِحَبِيبٍ الَّذِى يُقَدِّمُ الْخُصُومَ إِلَيْهِ‏:‏ أَخْبِرِ الرَّجُلَ أَنَّهُ لاَ حُبْسَ عَنْ فَرَائِضِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا‏:‏ يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُزَكِّى أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ أَخْبَرَنَا مِسْعَرٌ عَنْ أَبِى عَوْنٍ عَنْ شُرَيْحٍ قَالَ‏:‏ جَاءَ مُحَمَّدٌ بِبَيْعِ الْحُبْسِ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ وَأَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِى إِسْحَاقَ وَأَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِى عَمْرٍو قَالُوا حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ قَالَ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ يَقُولُ سَمِعْتُ الشَّافِعِىَّ يَقُولُ قَالَ مَالِكٌ‏:‏ الْحُبْسُ الَّذِى جَاءَ مُحَمَّدٌ ‏(‏بِإِطْلاَقِهِ هُوَ الَّذِى في كِتَابِ اللَّهِ ‏(‏مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلاَ سَائِبَةٍ وَلاَ وَصِيلَةٍ وَلاَ حَامٍ‏)‏ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ كَلَّمَ بِهِ مَالِكٌ أَبَا يُوسُفَ عِنْدَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَخْبَرَنِى الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِىٍّ التَّمِيمِىُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِى حَاتِمٍ قَالَ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ يَقُولُ سَمِعْتُ الشَّافِعِىَّ يَقُولُ‏:‏ اجْتَمَعَ مَالِكٌ وَأَبُو يُوسُفَ عِنْدَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ فَتَكَلَّمَا في الْوُقُوفِ وَمَا يَحْبِسُهُ النَّاسُ فَقَالَ يَعْقُوبُ‏:‏ هَذَا بَاطِلٌ قَالَ شُرَيْحٌ‏:‏ جَاءَ مُحَمَّدٌ ‏(‏بِإِطْلاَقِ الْحَبْسِ فَقَالَ مَالِكٌ‏:‏ إِنَّمَا جَاءَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهِ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بِإِطْلاَقِ مَا كَانُوا يَحْبِسُونَهُ لآلِهَتِهِمْ مِنَ الْبَحِيرَةِ وَالسَّائِبَةِ‏.‏ فَأَمَّا الْوُقُوفُ فَهَذَا وَقْفُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه حَيْثُ اسْتَأْذَنَ النبي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ‏:‏ حَبِّسْ أَصْلَهَا وَسَبِّلْ ثَمَرَتَهَا‏.‏ وَهَذَا وَقْفُ الزُّبَيْرِ فَأَعْجَبَ الْخَلِيفَةَ ذَلِكَ مِنْهُ وَبَقِىَ يَعْقُوبُ‏.‏

حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ إِمْلاَءً حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِىُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى بَكْرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ عَنْ أَبِى بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ الَّذِى أُرِىَ النِّدَاءَ أَنَّهُ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ حَائِطِى هَذَا صَدَقَةٌ وَهُوَ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ فَجَاءَ أَبَوَاهُ فَقَالاَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَانَ قَوَامَ عَيْشِنَا فَرَدَّهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِمَا ثُمَّ مَاتَا فَوَرِثَهُمَا ابْنَهُمَا بَعْدُ‏.‏ هَذَا مُرْسَلٌ‏.‏ ‏{‏ج‏}‏ أَبُو بَكْرِ بْنُ حَزْمٍ لَمْ يُدْرِكْ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ زَيْدٍ‏.‏ وَرُوِىَ مِنْ أَوْجُهٍ أُخَرَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زَيْدٍ كُلُّهُنَّ مَرَاسِيلُ‏.‏

وَالْحَدِيثُ وَارِدٌ في الصَّدَقَةِ الْمُنْقَطِعَةِ وَكَأَنَّهُ تَصَدَّقَ بِهِ صَدَقَةَ تَطَوُّعٍ وَجَعَلَ مَصْرِفَهَا إِلَى اخْتِيَارِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَتَصَدَّقَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى أَبَوَيْهِ‏.‏

باب‏:‏ مَا جَاءَ في الْبَحِيرَةِ وَالسَّائِبَةِ وَالْوَصِيلَةِ وَالْحَامِ

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قَالَ أَخْبَرَنِى ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ أَبِى عَمْرٍو حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ‏:‏ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِىُّ أَخْبَرَنَا عَلِىُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنِى شُعَيْبٌ عَنِ الزُّهْرِىِّ قَالَ سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ يَقُولُ‏:‏ إِنَّ الْبَحِيرَةَ الَّتِى يُمْنَعُ دَرُّهَا لِلطَّوَاغِيتِ فَلاَ يَحْتَلِبُهَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ وَالسَّائِبَةُ الَّتِى كَانُوا يُسَيِّبُونَهَا لآلِهَتِهِمْ وَلاَ يُحْمَلُ عَلَيْهَا شَىْءٌ‏.‏

قَالَ وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ‏:‏ رَأَيْتُ عَمْرًا الْخُزَاعِىَّ يَجُرُّ قُصْبَهُ في النَّارِ وَكَانَ أَوَّلَ مَنْ سَيَّبَ السَّوَائِبَ‏.‏

قَالَ ابْنُ الْمُسَيَّبِ‏:‏ وَالْوَصِيلَةُ النَّاقَةُ الْبَكْرُ تُبْتَكَرُ في أَوَّلِ نِتَاجِ الإِبِلِ بِالأُنْثَى ثُمَّ تُثَنِّى بَعْدَ ذَلِكَ بِالأُنْثَى وَكَانُوا يُسَيِّبُونَهَا لِطَوَاغِيتِهِمْ وَيَدْعُونَهَا الْوَصِيلَةُ حِينَ وُصِلَتْ إِحْدَاهُمَا بِالأُخْرَى لَيْسَ بَيْنَهُمَا ذَكَرٌ‏.‏ قَالَ ابْنُ الْمُسَيَّبِ وَالْحَامُ‏:‏ فَحْلُ الإِبِلِ كَانَ يَضْرِبُ الضِّرَابَ الْمَعْدُودَ فَإِذَا قَضَى ضِرَابَهُ دَعَوْهُ لِلطَّوَاغِيتِ وَأَعْفَوْهُ مِنَ الْحَمْلِ فَلَمْ يَحْمِلُوا عَلَيْهِ شَيْئًا وَسَمَّوْهُ الْحَامَ‏.‏

رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِى الْيَمَانِ‏.‏

باب‏:‏ الْحُبْسِ في الرَّقِيقِ وَالْمَاشِيَةِ وَالدَّابَّةِ

أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِىٍّ الرُّوذْبَارِىُّ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ حَدَّثَنَا شَبَابَةُ عَنْ وَرْقَاءَ عَنْ أَبِى الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ‏:‏ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه عَلَى الصَّدَقَةِ فَمَنَعَ ابْنُ جَمِيلٍ وَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَالْعَبَّاسُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏مَا يَنْقِمُ ابْنُ جَمِيلٍ إِلاَّ أَنْ كَانَ فَقِيرًا فَأَغْنَاهُ اللَّهُ وَأَمَّا خَالِدٌ فَإِنَّكُمْ تَظْلِمُونَ خَالِدًا فَقَدِ احْتَبَسَ أَدْرَاعَهُ وَأَعْتَادَهُ في سَبِيلِ اللَّهِ وَأَمَّا الْعَبَّاسُ عَمُّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَهِىَ عَلَىَّ وَمِثْلُهَا‏.‏ ثُمَّ قَالَ‏:‏ أَمَا شَعَرْتَ أَنَّ عَمَّ الرَّجُلِ صِنْوُ الأَبِ أَوْ صِنْوُ أَبِيهِ‏.‏ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ في الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ وَرْقَاءَ وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِىُّ مِنْ حَدِيثِ شُعَيْبٍ وَغَيْرِهِ عَنْ أَبِى الزِّنَادِ‏.‏

وَقَالَ بَعْضُهُمْ عَنْ أَبِى الزِّنَادِ‏:‏ أَدْرَاعَهُ وَأَعْبُدَهُ‏.‏ أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَخْبَرَنِى أَبُو أَحْمَدَ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَيُّوَيْهِ حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ حَدَّثَنَا أَبُو الزِّنَادِ عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ‏:‏ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ بِصَدَقَةٍ فَقِيلَ مَنَعَ ابْنُ جَمِيلٍ وَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ وَعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَقَالَ‏:‏ أَدْرَاعَهُ وَأَعْبُدَهُ في سَبِيلِ اللَّهِ وَأَمَّا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَمُّ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَهِىَ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ وَمِثْلُهَا مَعَهَا‏.‏

رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ أَبِى الْيَمَانِ‏.‏

وَكَذَلِكَ رَوَاهُ مُوسَى بْنُ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ عَنْ أَبِى الزِّنَادِ إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ‏:‏ فَهِىَ لَهُ وَمِثْلُهَا مَعَهَا‏.‏ أَخْبَرَنَاهُ عَلِىُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْفَضْلِ حَدَّثَنِى أَحْمَدُ بْنُ حَفْصٍ حَدَّثَنِى أَبِى حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ فَذَكَرَهُ‏.‏

وَكَذَلِكَ رَوَاهُ أَبُو أُوَيْسٍ عَنْ أَبِى الزِّنَادِ إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ‏:‏ فَهِىَ عَلَيْهِ وَمِثْلُهَا مَعَهَا‏.‏ أَخْبَرَنَاهُ أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِى أُوَيْسٍ حَدَّثَنِى أَبِى عَنْ أَبِى الزِّنَادِ فَذَكَرَهُ‏.‏

أَخْبَرَنَا عَلِىُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدَانَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ الْقَاضِى حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ عَامِرٍ الأَحْوَلِ عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ‏.‏

قَالَ وَحَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا عَامِرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الأَحْوَلُ حَدَّثَنِى بَكْرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِىُّ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ‏:‏ أَنَّ نَبِىَّ اللَّهِ ‏(‏أَرَادَ الْحَجَّ فَقَالَتِ امْرَأَةٌ لِزَوْجِهَا حُجَّ بِى مَعَ النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ مَا عِنْدِى مَا أُحِجُّكِ عَلَيْهِ قَالَتْ‏:‏ أَحِجَّنِى عَلَى جَمَلِكَ فُلاَنٍ قَالَ‏:‏ ذَاكَ حَبِيسٌ في سَبِيلِ اللَّهِ قَالَتْ‏:‏ فَحُجَّ بِى عَلَى نَاضِحِكَ قَالَ‏:‏ ذَاكَ نَعْتَقِبُهُ أَنَا وَابْنُكِ قَالَتْ‏:‏ فَبِعْ ثَمَرَتَكَ قَالَ‏:‏ ذَاكَ قُوتِى وَقُوتُكِ فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَرْسَلَتْ زَوْجَهَا إِلَى النبي صلى الله عليه وسلم فَقَالَتِ‏:‏ أَقْرِئْهُ السَّلاَمَ وَرَحْمَةَ اللَّهِ وَسَلْهُ مَا يَعْدِلُ حَجَّةً مَعَكَ فَأَتَى زَوْجُهَا النبي صلى الله عليه وسلم فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ امْرَأَتِى تُقْرِئُكَ السَّلاَمَ وَرَحْمَةَ اللَّهِ وَإِنَّهَا سَأَلَتْنِى أُحِجُّهَا فَقُلْتُ‏:‏ مَا عِنْدِى مَا أُحِجُّكِ عَلَيْهِ فَقَالَتِ‏:‏ أَحِجَّنِى عَلَى جَمَلِكَ فُلاَنٍ قُلْتُ‏:‏ ذَلِكَ حَبِيسٌ في سَبِيلِ اللَّهِ فَقَالَ النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏لَوْ كُنْتَ أَحْجَجْتَهَا عَلَيْهِ كَانَ في سَبِيلِ اللَّهِ‏.‏ قَالَتْ‏:‏ فَأَحِجَّنِى عَلَى نَاضِحِكَ فَقُلْتُ‏:‏ ذَاكَ نَعْتَقِبُهُ أَنَا وَابْنُكِ قَالَتْ‏:‏ فَبِعْ ثَمَرَتَكَ فَضَحِكَ النبي صلى الله عليه وسلم مِنْ حِرْصِهَا عَلَى الْحَجِّ وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ في حَدِيثِهِ فَضَحِكَ النبي صلى الله عليه وسلم عَجَبًا مِنْ حِرْصِهَا عَلَى الْحَجِّ قَالَ‏:‏ فَإِنَّهَا أَمَرَتْنِى أَنْ أَسْأَلَكَ مَا يَعْدِلُ حَجَّةً مَعَكَ قَالَ‏:‏ أَقْرِئْهَا السَّلاَمَ وَرَحْمَةَ اللَّهِ وَأَخْبِرْهَا أَنَّهُا تَعْدِلُ حَجَّةً مَعِىَ عُمْرَةٌ في رَمَضَانَ‏.‏ قَالَ الْقَاضِى هَكَذَا رَوَاهُ عَبْدُ الْوَارِثِ عَنْ عَامِرٍ الأَحْوَلِ عَنْ بَكْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَزَادَ هِشَامٌ في إِسْنَادِهِ رَجُلاً‏.‏

باب‏:‏ الصَّدَقَةِ في الأَقْرَبِينَ

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ حَدَّثَنِى أَبُو الْحَسَنِ‏:‏ عَلِىُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَخْتُوَيْهِ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِىِّ بْنِ زِيَادٍ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِى أُوَيْسٍ حَدَّثَنِى خَالِى مَالِكٌ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى طَلْحَةَ أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ‏:‏ كَانَ أَبُو طَلْحَةَ أَكْثَرُ أَنْصَارِىٍّ بِالْمَدِينَةِ مَالاً مِنْ نَخْلٍ وَكَانَتْ أَحَبُّ أَمْوَالَهُ إِلَيْهِ بِئْرًا تُسَمَّى بَيْرُحَاءَ وَكَانَتْ مُسْتَقْبِلَةَ الْمَسْجِدِ وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدْخُلُهَا وَيَشْرَبُ مِنْ مَاءٍ كَانَ فِيهَا طَيِّبٍ قَالَ أَنَسٌ‏:‏ فَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ ‏(‏لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ‏)‏ قَامَ أَبُو طَلْحَةَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ ‏(‏لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ‏)‏ وَإِنَّ أَحَبَّ مَالِى إِلَى بَيْرُحَاءَ وَإِنَّهَا صَدَقَةٌ لِلَّهِ أَرْجُو بِرَّهَا وَذُخْرَهَا عِنْدَ اللَّهِ فَضَعْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ حَيْثُ أَرَاكَ اللَّهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏ذَلِكَ مَالٌ رَائِحٌ‏.‏ وَقَدْ سَمِعْتُ مَا قُلْتَ وَإِنِّى أَرَى أَنْ تَجْعَلَهَا في الأَقْرَبِينَ قَالَ أَبُو طَلْحَةَ‏:‏ أَفْعَلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَقَسَمَهَا أَبُو طَلْحَةَ في أَقَارِبِهِ نِى عَمِّهِ قَالَ إِسْمَاعِيلُ يَعْنِى بِالْمَالِ الرَّائِحِ الَّذِى يَغْدُو بِخَيْرٍ وَيَرُوحُ بِخَيْرٍ‏.‏

رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِى أُوَيْسٍ ورَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى عَنْ مَالِكٍ‏.‏

أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ عِيسَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْحَرَشِىُّ وَمُوسَى بْنُ مُحَمَّدٍ الذُّهْلِىُّ قَالاَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى قَالَ قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ فَذَكَرَهُ بِنَحْوِهِ إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ‏:‏ فَضَعْهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ حَيْثُ شِئْتَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ بَخٍ ذَلِكَ مَالٌ رَائِحٌ‏.‏

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِىُّ حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ سَالِمٍ حَدَّثَنَا بَهْزٌ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ حَدَّثَنَا ثَابِتٌ عَنْ أَنَسٍ قَالَ‏:‏ لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ ‏(‏لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ‏)‏ قَالَ أَبُو طَلْحَةَ‏:‏ أُرَى رَبَّنَا يَسْأَلُنَا مِنْ أَمْوَالِنَا فَأُشْهِدُكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنِّى قَدْ جَعَلْتُ أَرْضِى بَرِيحَاءَ لِلَّهِ قَالَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ اجْعَلْهَا في قَرَابَتِكَ‏.‏ قَالَ فَجَعَلَهَا في حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ وَأُبَىِّ بْنِ كَعْبٍ‏.‏

رَوَاهُ مُسْلِمٌ في الصَّحِيحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ عَنْ بَهْزِ بْنِ أَسَدٍ‏.‏

وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رضي الله عنه فِيمَا يَحْتَجُّ بِهِ عَلَى الأَنْصَارِ يَوْمَ السَّقِيفَةِ‏:‏ بَعَثَ اللَّهُ مُحَمَّدًا ‏(‏بِالهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الإِسْلاَمِ فَأَخَذَ اللَّهُ بِقُلُوبِنَا وَنَوَاصِينَا إِلَى مَا دَعَا إِلَيْهِ وَكُنَّا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ أَوَّلَ النَّاسِ إِسْلاَمًا وَنَحْنُ عَشِيرَتُهُ وَأَقَارِبُهُ‏.‏ أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِىُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ خَالِدٍ حَدَّثَنَا أَبِى حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ أَبِى الأَسْوَدِ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ح وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَتَّابٍ حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِى أُوَيْسٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُقْبَةَ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ فَذَكَرَاهُ عَنْ أَبِى بَكْرٍ رضي الله عنه زَادَ مُوسَى في رِوَايَتِهِ‏:‏ وَذَوُو رَحِمِهِ‏.‏

باب‏:‏ الصَّدَقَةِ في وَلَدِ الْبَنِينِ وَالْبَنَاتِ وَمَنْ يَتَنَاوَلُهُ اسْمُ الْوَلَدِ وَالاِبْنِ مِنْهُمْ

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبُ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ‏:‏ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ فَأَقْبَلَ الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ رضي الله عنهمَا وَعَلَيْهِمَا قَمِيصَانِ أَحْمَرَانِ يَعْثُرَانِ وَيَقُومَانِ فَلَمَّا رَآهُمَا نَزَلَ فَأَخَذَهُمَا ثُمَّ صَعِدَ فَوقَهُمَا في حِجْرِهِ ثُمَّ قَالَ‏:‏ صَدَقَ اللَّهُ ‏(‏إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ‏)‏ رَأَيْتُ هَذَيْنِ فَلَمْ أَصْبِرْ حَتَّى أَخَذْتُهُمَا‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو الأَدِيبُ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الإِسْمَاعِيلِىُّ حَدَّثَنَا أَبُو يَعْلَى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِى مُوسَى قَالَ سَمِعْتُ الْحَسَنَ يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرَةَ يَقُولُ‏:‏ رَأَيْتُ النبي صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمِنْبَرِ وَمَعَهُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِىٍّ وَهُوَ يَنْظُرُ إِلَيْهِ مَرَّةً وَإِلَى النَّاسِ مَرَّةً وَهُوَ يَقُولُ‏:‏ إِنَّ ابْنِى هَذَا سَيِّدٌ وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ‏.‏

رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَلِىِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ سُفْيَانَ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِىٍّ الرُّوذْبَارِىُّ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ شَوْذَبٍ الْمُقْرِئُ بِوَاسِطٍ حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ أَيُّوبَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ إِسْرَائِيلَ عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ عَنْ هَانِئِ بْنِ هَانِئٍ عَنْ عَلِىٍّ قَالَ‏:‏ لَمَّا وُلِدَ الْحَسَنُ سَمَّيْتُهُ حَرْبًا فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ‏:‏ أَرُونِى ابْنِى مَا سَمَّيْتُمُوهُ‏.‏ فَقُلْتُ‏:‏ حَرْبًا فَقَالَ‏:‏ بَلْ هُوَ حَسَنٌ‏.‏ ثُمَّ وُلِدَ الْحُسَيْنُ فَسَمَّيْتُهُ حَرْبًا فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ‏:‏ أَرُونِى ابْنِى مَا سَمَّيْتُمُوهُ‏.‏ فَقُلْتُ‏:‏ حَرْبًا قَالَ‏:‏ بَلْ هُوَ حُسَيْنٌ‏.‏ فَلَمَّا وُلِدَ الثَّالِثُ سَمَّيْتُهُ حَرْبًا فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أُرَاهُ فَقَالَ‏:‏ أَرُونِى ابْنِى مَا سَمَّيْتُمُوهُ‏.‏ قُلْتُ‏:‏ حَرْبًا قَالَ‏:‏ بَلْ هُوَ مُحَسِّنٌ‏.‏ ثُمَّ قَالَ‏:‏ سَمَّيْتُهُمْ بِأَسْمَاءِ وَلَدِ هَارُونَ شَبَّرٍ وَشَبِيرٍ وَمُشَبِّرٍ‏.‏ رَوَاهُ يُونُسُ بْنُ أَبِى إِسْحَاقَ عَنْ أَبِيهِ وَقَالَ في الْحَدِيثِ‏:‏ إِنِّى سَمَّيْتُ بَنِىَّ هَؤُلاَءِ بِتَسْمِيَةِ هَارُونَ بَنِيهِ‏.‏ وَرُوِىَ في هَذَا الْمَعْنَى أَخْبَارٌ كَثِيرَةٌ‏.‏

باب‏:‏ الصَّدَقَةِ في الْعِتْرَةِ

قَالَ الْقُتَيْبِىُّ‏:‏ هِىَ لِوَلَدِهِ وَوَلَدِ وَلَدِهِ الذُّكُورِ وَالإِنَاثِ وَلِعَشِيرَتِهِ الأَدْنِينَ يَدُلُّكَ عَلَى ذَلِكَ قَوْلُ أَبِى بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رضي الله عنه‏:‏ نَحْنُ عِتْرَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الَّتِى خَرَجَ مِنْهَا وَبَيْضَتُهُ الَّتِى تَفَقَّأَتْ عَنْهُ‏.‏

وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ بِبَغْدَادَ وَأَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِى إِسْحَاقَ قَالاَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُرَارَةَ الرَّقِّىُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حَرْبٍ اللَّيْثِىُّ حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ يَحْيَى بْنِ هَاشِمٍ الْمُزَنِىُّ حَدَّثَنَا أَبُو دَغْفَلٍ الْهُجَيْمِىُّ قَالَ سَمِعْتُ مَعْقِلَ بْنَ يَسَارٍ الْمُزَنِىَّ يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ يَقُولُ‏:‏ عَلِىُّ بْنُ أَبِى طَالِبٍ عِتْرَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏.‏ في هَذَا الإِسْنَادِ بَعْضُ مَنْ يُجْهَلُ وَيُذْكَرُ عَنْ أَبِى بَكْرٍ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ يَوْمَ السَّقِيفَةَ‏:‏ نَحْنُ عِتْرَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏.‏

باب‏:‏ الصَّدَقَةِ في الذُّرِّيَّةِ وَمَنْ يَتَنَاوَلَهُ اسْمُ الذُّرِّيَّةِ

حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو سَهْلٍ‏:‏ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِيَادٍ النَّحْوِىُّ بِبَغْدَادَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مِهْرَانَ حَدَّثَنَا شَرِيكٌ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ‏:‏ دَخَلَ يَحْيَى بْنُ يَعْمَرَ عَلَى الْحَجَّاجِ ح وَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ وَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِىِّ بْنِ خَالِدٍ الْهَاشِمِىُّ بِالْكُوفَةِ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى بْنِ إِسْحَاقَ التَّمِيمِىُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ النُّحَاسُ حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مُوسَى الطَّلْحِىُّ حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ قَالَ‏:‏ اجْتَمَعُوا عِنْدَ الْحَجَّاجِ فَذُكِرَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِىٍّ فَقَالَ الْحَجَّاجُ‏:‏ لَمْ يَكُنْ مِنْ ذُرِّيَّةِ النبي صلى الله عليه وسلم وَعِنْدَهُ يَحْيَى بْنُ يَعْمَرَ فَقَالَ لَهُ‏:‏ كَذَبْتَ أَيُّهَا الأَمِيرُ فَقَالَ‏:‏ لَتَأْتِيَنِّى عَلَى مَا قُلْتَ بِبَيِّنَةٍ مِنْ مِصْدَاقٍ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ أَوْ لأَقْتُلَنَّكَ قَالَ ‏(‏وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ‏)‏ إِلَى قَوْلِهِ ‏(‏وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى‏)‏ فَأَخْبَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنَّ عِيسَى مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ بِأُمِّهِ وَالْحُسَيْنُ بْنُ عَلِىٍّ مِنْ ذُرِّيَّةِ مُحَمَّدٍ ‏(‏بِأُمِّهِ قَالَ‏:‏ صَدَقْتَ فَمَا حَمَلَكَ عَلَى تَكْذِيبِى في مَجْلِسِى قَالَ‏:‏ مَا أَخَذَ اللَّهُ عَلَى الأَنْبِيَاءِ ‏(‏لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ‏)‏ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ‏(‏فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلاً‏)‏ قَالَ فَنَفَاهُ إِلَى خُرَاسَانَ‏.‏

باب‏:‏ الصَّدَقَةِ عَلَى مَا شَرَطَ الْوَاقِفُ مِنَ الأَثَرَةِ وَالتَّقْدِمَةِ وَالتَّسْوِيَةِ

أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِى إِسْحَاقَ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَسَنِ قَالاَ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِى سُلَيْمَانُ بْنُ بِلاَلٍ عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ وَلِيدِ بْنِ رَبَاحٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ‏:‏ الْمُسْلِمُونَ عَلَى شُرُوطِهِمْ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِىُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ الْكَارِزِىُّ حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدٍ حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ‏:‏ أَنَّ الزُّبَيْرَ جَعَلَ دُورَهُ صَدَقَةً قَالَ وَلِلْمَرْدُودَةِ مِنْ بَنَاتِهِ أَنْ تَسْكُنَ غَيْرَ مُضِرَّةٍ وَلاَ مُضَرٍّ بِهَا فَإِنِ اسْتَغْنَتْ بِزَوْجٍ فَلاَ شَىْءَ لَهَا‏.‏ ‏{‏غ‏}‏ قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ قَالَ الأَصْمَعِىُّ‏:‏ الْمَرْدُودَةُ الْمُطَلَّقَةُ‏.‏

باب‏:‏ اتِّخَاذِ الْمَسْجِدِ وَالسِّقَايَاتِ وَغَيْرِهَا

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ عَبْدَانَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ الصَّفَّارُ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نَاجِيَةَ حَدَّثَنَا أَبُو هَمَّامٍ أَخْبَرَنِى ابْنُ وَهْبٍ عَنْ عَمْرٍو أَنَّ بُكَيْرًا حَدَّثَهُ أَنَّ عَاصِمَ بْنَ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ عُبَيْدَ اللَّهِ الْخَوْلاَنِىَّ يَذْكُرُ أَنَّهُ سَمِعَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ عِنْدَ قَوْلِ النَّاسِ فِيهِ حِينَ بَنَى مَسْجِدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِنَّكُمْ قَدْ أَكْثَرْتُمْ وَإِنِّى سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ‏:‏ مَنْ بَنَى لِلَّهِ مَسْجِدًا‏.‏ قَالَ بُكَيْرٌ أَحْسِبُهُ قَالَ‏:‏ يَبْتَغِى بِهِ وَجْهَ اللَّهِ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا في الْجَنَّةِ‏.‏

رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ يَحْيَى بْنِ سُلَيْمَانَ ورَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ هَارُونَ بْنِ سَعِيدٍ وَغَيْرِهِ كُلُّهُمْ عَنِ ابْنِ وَهْبٍ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ الْفَقِيهُ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَطَّانُ حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ الْحَسَنِ الْهِلاَلِىُّ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنِى أَبِى عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ قَالَ‏:‏ لَمَّا أَرَادَ عُثْمَانُ رضي الله عنه أَنْ يَبْنِىَ الْمَسْجِدَ كَرِهَ النَّاسُ ذَلِكَ وَأَرَادُوا أَنْ يَدَعَهُ فَقَالَ عُثْمَانُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ‏:‏ مَنْ بَنَى مَسْجِدًا لِلَّهِ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا في الْجَنَّةِ‏.‏

رَوَاهُ مُسْلِمٌ في الصَّحِيحِ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ وَغَيْرِهِ عَنْ أَبِى عَاصِمٍ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَخْبَرَنِى أَبُو مُحَمَّدٍ‏:‏ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَلِيمٍ الْمَرْوَزِىُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْمُوَجِّهِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْفَزَارِىُّ أَخْبَرَنَا عَبْدَانُ بْنُ عُثْمَانَ أَخْبَرَنِى أَبِى عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ عَنْ أَبِى عَبْدِ الرَّحْمَنِ‏:‏ أَنَّ عُثْمَانَ رضي الله عنه حَيْثُ حُوصِرَ أَشْرَفَ عَلَيْهِمْ فَقَالَ‏:‏ أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ وَلاَ أَنْشُدُ إِلاَّ أَصْحَابَ النبي صلى الله عليه وسلم تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ مَنْ حَفَرَ بِئْرَ رُومَةَ فَلَهُ الْجَنَّةُ‏.‏ فَحَفَرْتُهَا أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ قَالَ‏:‏ مَنْ جَهَّزَ جَيْشَ الْعُسْرَةِ فَلَهُ الْجَنَّةُ‏.‏ فَجَهَّزْتُهُمْ فَصَدَّقُوهُ بِمَا قَالَ‏.‏

رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدَانَ‏.‏

وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ الْعَدْلُ بِبَغْدَادَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ‏:‏ عَلِىُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِىُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِى مَرْيَمَ حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ مَعْبَدٍ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِى أُنَيْسَةَ عَنْ أَبِى إِسْحَاقَ عَنْ أَبِى عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِىُّ قَالَ‏:‏ لَمَّا حُصِرَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رضي الله عنه وَأُحِيطَ بِدَارِهِ أَشْرَفَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ‏:‏ أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ عَلَى جَبَلِ حِرَاءَ فَقَالَ‏:‏ اسْكُنْ حِرَاءَ فَما عَلَيْكَ إِلاَّ نَبِىٌّ أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ‏.‏ قَالُوا‏:‏ اللَّهُمَّ نَعَمْ قَالَ‏:‏ أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ في غَزْوَةِ الْعُسْرَةِ‏:‏ مَنْ يُنْفِقُ نَفَقَةً مُتَقَبَّلَةً‏.‏ وَالنَّاسُ يَوْمَئِذٍ مُعْسِرُونَ مَجْهُودُونَ فَجَهَّزْتُ ثُلُثَ ذَلِكَ الْجَيْشِ مِنْ مَالِى قَالُوا‏:‏ اللَّهُمَّ نَعَمْ ثُمَّ قَالَ‏:‏ أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ هَلْ تَعْلَمُونَ أَنْ رُومَةَ لَمْ يَكُنْ يَشْرَبُ مِنْهَا أَحَدٌ إِلاَّ بِثَمَنٍ فَابْتَعْتُهَا بِمَالِى فَجَعَلْتُهَا لِلْغَنِىِّ وَالْفَقِيرِ وَابْنِ السَّبِيلِ قَالُوا اللَّهُمَّ نَعَمْ في أَشْيَاءَ عَدَّدَهَا‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ‏:‏ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ الأَصْبَهَانِىُّ أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ الأَعْرَابِىِّ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّبَّاحِ الزَّعْفَرَانِىُّ حَدَّثَنَا عَفَّانُ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ عَنْ عَمْرِو بْنِ جَاوَانَ عَنِ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ في قِصَّةٍ ذَكَرَهَا قَالَ‏:‏ جَاءَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رضي الله عنه فَقَالَ‏:‏ أَهَا هُنَا عَلِىٌّ قَالُوا‏:‏ نَعَمْ قَالَ‏:‏ أَهَا هُنَا طَلْحَةُ قَالُوا‏:‏ نَعَمْ قَالَ‏:‏ أَهَا هُنَا الزُّبَيْرُ قَالُوا‏:‏ نَعَمْ قَالَ‏:‏ أَهَا هُنَا سَعْدٌ قَالُوا‏:‏ نَعَمْ قَالَ‏:‏ نَشَدْتُكُمْ بِاللَّهِ الَّذِى لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ مَنْ يَبْتَاعُ مِرْبَدَ بَنِى فُلاَنٍ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ‏.‏ فَابْتَعْتُهُ قَالَ أَحْسِبُ أَنَّهُ قَالَ‏:‏ بِعِشْرِينَ أَوْ بِخَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ أَلْفًا فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ‏:‏ قَدِ ابْتَعْتُهُ قَالَ‏:‏ اجْعَلْهُ في مَسْجِدِنَا وَأَجْرُهُ لَكَ‏.‏ قَالُوا‏:‏ نَعَمْ قَالَ‏:‏ نَشَدْتُكُمْ بِاللَّهِ الَّذِى لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ مَنْ يَبْتَاعُ بِئْرَ رُومَةَ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ‏.‏ فَابْتَعْتُهَا بِكَذَا وَكَذَا فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ‏:‏ إِنِّى ابْتَعْتُ بِئْرَ رُومَةَ قَالَ‏:‏ اجْعَلْهَا سِقَايَةً لِلْمُسْلِمِينَ وَأَجْرُهَا لَكَ‏.‏ قَالُوا‏:‏ نَعَمْ قَالَ‏:‏ نَشَدْتُكُمْ بِاللَّهِ الَّذِى لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَظَرَ في وُجُوهِ الْقَوْمِ يَوْمَ جَيْشِ الْعُسْرَةِ فَقَالَ‏:‏ مَنْ يُجَهِّزُ هَؤُلاَءِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ‏.‏ فَجَهَّزْتُهُمْ حَتَّى مَا يَفْقِدُونَ خِطَامًا وَلاَ عِقَالاً قَالُوا‏:‏ نَعَمْ قَالَ‏:‏ اللَّهُمَّ اشْهَدِ اللَّهُمَّ اشْهَدِ اللَّهُمَّ اشْهَدِ وَذَكَرَ الْحَدِيثَ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ الْبَصْرِىُّ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِى الْحَجَّاجِ عَنْ أَبِى مَسْعُودٍ الْجُرَيْرِىِّ عَنْ ثُمَامَةَ بْنِ حَزْنِ الْقُشَيْرِىِّ قَالَ‏:‏ شَهِدْتُ الدَّارَ وَأَشْرَفَ عَلَيْهِمْ عُثْمَانُ رضي الله عنه فَقَالَ‏:‏ أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ وَالإِسْلاَمَ هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدِمَ الْمَدِينَةَوَ لَيْسَ فِيهَا مَاءٌ يُسْتَعْذَبُ غَيْرَ بِئْرِ رُومَةَ فَقَالَ‏:‏ مَنْ يَشْتَرِى بِئْرَ رُومَةَ فَيَكُونُ دَلْوُهُ فِيهَا مَعَ دِلاَءِ الْمُسْلِمِينَ بِخَيْرٍ لَهُ مِنْهَا في الْجَنَّةِ‏.‏ فَاشْتَرَيْتُهَا مِنْ صُلْبِ مَالِى َأَنْتُمُ الْيَوْمَ تَمْنَعُونَنِى أَنْ أَشْرَبَ مِنْهَا حَتَّى أَشْرَبَ مِنْ مَاءِ الْبَحْرِ قَالُوا اللَّهُمَّ‏:‏ نَعَمْ قَالَ‏:‏ أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ وَالإِسْلاَمَ هَلْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الْمَسْجِدَ كَانَ ضَاقَ بِأَهْلِهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏مَنْ يَشْتَرِى بُقْعَةَ آلِ فُلاَنٍ بِخَيْرٍ لَهُ مِنْهَا في الْجَنَّةِ‏.‏ فَاشْتَرَيْتُهَا مِنْ مَالِى أَوْ قَالَ مِنْ صُلْبِ مَالِى فَزِدْتُهَا في الْمَسْجِدِ فَأَنْتُمُ الْيَوْمَ تَمْنَعُونَنِى أَنْ أُصَلِّىَ فِيهَا قَالُوا‏:‏ اللَّهُمَّ نَعَمْ وَذَكَرَ الْحَدِيثَ في تَجْهِيزِ جَيْشِ الْعُسْرَةِ وَقِصَّةِ ثَبِيرٍ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ بِبَغْدَادَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمُقْرِئُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْجَرَّاحِ الْغَزِىُّ حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ شُعَيْبِ بْنِ رُزَيْقٍ وَغَيْرِهِ عَنْ عَطَاءٍ الْخُرَاسَانِىِّ عَنْ أَبِى سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ‏:‏ لَمَّا أَرَادَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه أَنْ يَزِيدَ في مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَعَتْ زِيَادَتُهُ عَلَى دَارِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنه فَأَرَادَ عُمَرُ رضي الله عنه أَنْ يُدْخِلَهَا في مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَيُعَوِّضَهُ مِنْهَا فَأَبَى وَقَالَ قَطِيعَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَاخْتَلَفَا فَجَعَلاَ بَيْنَهُمَا أُبَىَّ بْنَ كَعْبٍ رضي الله عنهمْ فَأَتَيَاهُ في مَنْزِلِهِ وَكَانَ يُسَمَّى سَيِّدُ الْمُسْلِمِينَ فَأَمَرَ لَهُمَا بِوِسَادَةٍ فَأُلْقِيَتْ لَهُمَا فَجَلَسَا عَلَيْهَا بَيْنَ يَدَيْهِ فَذَكَرَ عُمَرُ مَا أَرَادَ وَذَكَرَ الْعَبَّاسُ قَطِيعَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ أُبَىٌّ‏:‏ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَ عَبْدَهُ وَنَبِيَّهُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمَ أَنْ يَبْنِىَ لَهُ بَيْتًا قَالَ‏:‏ أَىْ رَبِّ وَأَيْنَ هَذَا الْبَيْتُ قَالَ‏:‏ حَيْثُ تَرَى الْمَلَكَ شَاهِرًا سَيْفَهُ فَرَآهُ عَلَى الصَّخْرَةِ وَإِذَا مَا هُنَاكَ يَوْمَئِذٍ أَنْدَرٌ لِغُلاَمٍ مِنْ بَنِى إِسْرَائِيلَ فَأَتَاهُ دَاودُ فَقَالَ‏:‏ إِنِّى قَدْ أُمِرْتُ أَنَّ أَبْنِىَ هَذَا الْمَكَانَ بَيْتًا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَقَالَ لَهُ الْفَتَى‏:‏ آللَّهُ أَمَرَكَ أَنْ تَأْخُذَهَا مِنِّى بِغَيْرِ رِضَاىَ قَالَ‏:‏ لاَ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمَ إِنِّى قَدْ جَعَلْتُ في يَدِكَ خَزَائِنَ الأَرْضِ فَأَرْضِهِ فَأَتَاهُ دَاوُدَ فَقَالَ‏:‏ إِنِّى قَدْ أُمِرْتُ بِرِضَاكَ فَلَكَ بِهَا قِنْطَارٌ مِنْ ذَهَبٍ قَالَ‏:‏ قَدْ قَبِلْتُ يَا دَاوُدُ هِىَ خَيْرٌ أَمِ الْقِنْطَارُ‏؟‏ قَالَ‏:‏ بَلْ هِىَ خَيْرٌ قَالَ فَأَرْضِنِى قَالَ‏:‏ فَلَكَ بِهَا ثَلاَثُ قَنَاطِيرَ قَالَ‏:‏ فَلَمْ يَزَلْ يُشَدِّدْ عَلَى دَاوُدَ حَتَّى رَضِىَ مِنْهُ بِتِسْعِ قَنَاطِيرَ قَالَ الْعَبَّاسُ‏:‏ اللَّهُمَّ لاَ آخُذُ لَهَا ثَوَابًا وَقَدْ تَصَدَّقَتُ بِهَا عَلَى جَمَاعَةِ الْمُسْلِمِينَ فَقَبِلَهَا عُمَرُ رضي الله عنه مِنْهُ فَأَدْخَلَهَا في مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ بِبَغْدَادَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ دُرُسْتُوَيْهِ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ كَامِلٍ الْعَطَّارُ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ حَدَّثَنَا عَلِىُّ بْنُ زَيْدٍ عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ‏:‏ كَانَتْ لِلْعَبَّاسِ دَارٌ إِلَى جَنْبِ الْمَسْجِدِ في الْمَدِينَةِ فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه‏:‏ بِعْنِيهَا أَوْ هَبْهَا لي حَتَّى أُدْخِلَهَا في الْمَسْجِدِ فَأَبَى فَقَالَ‏:‏ اجْعَلْ بَيْنِى وَبَيْنَكَ رَجُلاً مِنْ أَصْحَابِ النبي صلى الله عليه وسلم فَجَعَلاَ بَيْنَهُمَا أُبَىَّ بْنَ كَعْبٍ فَقَضَى لِلْعَبَّاسِ عَلَى عُمَرَ فَقَالَ عُمَرُ‏:‏ مَا أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ النبي صلى الله عليه وسلم أَجْرَأُ عَلَىَّ مِنْكَ فَقَالَ أُبَىُّ بْنُ كَعْبٍ أَوْ أَنْصَحُ لَكَ مِنِّى ثُمَّ قَالَ‏:‏ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينِ أَمَا بَلَغَكَ حَدِيثُ دَاوُدَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَهُ بِبِنَاءِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَأَدْخَلَ فِيهِ بَيْتَ امْرَأَةٍ بِغَيْرِ إِذْنِهَا فَلَمَّا بَلَغَ حُجَزَ الرِّجَالِ مَنَعَهُ اللَّهُ بِنَاءَهُ قَالَ دَاوُدُ‏:‏ أَىْ رَبِّ إِنْ مَنَعْتَنِى بِنَاءَهَ فَاجْعَلْهُ في خَلَفِى فَقَالَ الْعَبَّاسُ أَلَيْسَ قَدْ قَضَيْتَ لي بِهَا وَصَارَتْ لي قَالَ‏:‏ بَلَى قَالَ‏:‏ فَإِنِّى أُشْهِدُكَ أَنِّى قَدْ جَعَلْتُهَا لِلَّهِ‏.‏

كتاب‏:‏ الهبات

باب‏:‏ التَّحْرِيضِ عَلَى الْهِبَةِ وَالْهَدِيَّةِ صِلَةً بَيْنَ النَّاسِ

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَخْبَرَنَا مَخْلَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْبَاقَرْحِىُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِىٍّ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِى ذِئْبٍ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِىِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ يَا نِسَاءَ الْمُسْلِمَاتِ لاَ تَحْقِرَنَّ جَارَةٌ لِجَارَتِهَا وَلَوْ فِرْسِنَ شَاةٍ‏.‏

رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَاصِمِ بْنِ عَلِىٍّ وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ سَعِيدٍ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدِ بْنُ الأَعْرَابِىِّ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَبْسِىُّ أَخْبَرَنَا وَكِيعٌ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ أَبِى حَازِمٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏لَوْ أُهْدِىَ إِلَىَّ ذِرَاعٌ لَقَبِلْتُ وَلَو دُعِيتُ إِلَى كُرَاعٍ لأَجَبْتُ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِىُّ حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ عَنْ شُعْبَةَ عَنِ الأَعْمَشِ فَذَكَرَهُ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِىُّ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِى حَازِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ رُومَانَ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهَا كَانَتْ تَقُولُ‏:‏ وَاللَّهِ يَا ابْنَ أُخْتِى إِنْ كُنَّا لَنَنْظُرُ إِلَى الْهِلاَلِ ثُمَّ الْهِلاَلِ ثُمَّ الْهِلاَلِ ثَلاَثَةَ أَهِلَّةٍ في شَهْرَيْنِ وَمَا أُوقِدَتْ في أَبْيَاتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَارٌ قَالَ قُلْتُ‏:‏ يَا خَالَةُ مَا كَانَ يُعِيشُكُمْ‏؟‏ قَالَتْ‏:‏ الأَسْوَدَانِ التَّمْرُ وَالْمَاءُ إِلاَّ أَنَّهُ قَدْ كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جِيرَانٌ مِنَ الأَنْصَارِ وَكَانَتْ لَهُمْ مَنَائِحُ فَكَانُوا يُرْسِلُونَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَلْبَانِهَا فَيَسْقِينَاهُ‏.‏

رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ ابْنِ أَبِى حَازِمٍ ورَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى‏.‏

وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا عَبْدَةُ بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ‏:‏ كَانَ النَّاسُ يَتَحَرَّوْنَ بِهَدَايَاهُمْ يَوْمَ عَائِشَةَ يَبْتَغُونَ بِذَلِكَ مَرْضَاةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‏.‏

رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُوسَى عَنْ عَبْدَةَ ورَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِى كُرَيْبٍ عَنْ عَبْدَةَ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ الْعَدْلُ بِبَغْدَادَ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِىُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ‏:‏ أَنَّ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ كَانَ اسْمُهُ زَاهِرُ بْنُ حَرَامٍ قَالَ‏:‏ كَانَ يُهْدِى لِلنبي صلى الله عليه وسلم الْهَدِيَّةَ مِنَ الْبَادِيَةِ فَيُجَهِّزُهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ فَقَالَ النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏إِنَّ زَاهِرًا بَادِيَتُنَا وَنَحْنُ حَاضِرُوهُ‏.‏ وَذَكَرَ الْحَدِيثَ‏.‏

وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ‏:‏ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحُرْفِىُّ بِبَغْدَادَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الشَّافِعِىُّ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ حَدَّثَنَا أَبُو الْجُمَاهِرِ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ‏:‏ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ لَوْ أُهْدِىَ إِلَىَّ كُرَاعٌ لَقَبِلْتُ وَلَو دُعِيتُ إِلَى ذِرَاعٍ لأَجَبْتُ‏.‏ وَكَانَ يَأْمُرُنَا بِالْهَدِيَّةِ صِلَةً بَيْنَ النَّاسِ وَقَالَ‏:‏ لَوْ قَدْ أَسْلَمَ النَّاسُ َهَادَوْا مِنْ غَيْرِ جُوعٍ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ وَأَبُو بَكْرٍ‏:‏ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِىُّ قَالاَ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِىُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بُكَيْرٍ الْحَضْرَمِىُّ حَدَّثَنَا ضِمَامُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْمِصْرِىُّ عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ عَنِ النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ‏:‏ تَهَادَوْا تَحَابُّوا‏.‏ ‏{‏غ‏}‏‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا زَكَرِيَّا‏:‏ يَحْيَى بْنَ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِىَّ يَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْبُوشَنْجِىَّ يَقُولُ في قَوْلِ النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏تَهَادَوْا تَحَابُّوا‏.‏ بِالتَّشْدِيدِ مِنَ الْمَحَبَّةِ وَإِذَا قَالَ بِالتَّخْفِيفِ فَإِنَّهُ مِنَ الْمُحَابَاةِ‏.‏

باب‏:‏ شَرْطِ الْقَبْضِ في الْهِبَةِ

أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا‏:‏ يَحْيَى بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى وَأَبُو بَكْرٍ‏:‏ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ قَالاَ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِى مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَيُونُسُ بْنُ يَزِيدَ وَغَيْرُهُمَا مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ أَخْبَرَهُمْ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها زَوْجِ النبي صلى الله عليه وسلم أَنَّهَا قَالَتْ‏:‏ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ رضي الله عنه نَحَلَهَا جِدَادُ عِشْرِينَ وَسْقًا مِنْ مَالٍ بِالْغَابَةِ فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ‏:‏ وَاللَّهِ يَا بُنَيَّةُ مَا مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ أَحَبَّ إِلَىَّ غِنًى بَعْدِى مِنْكِ وَلاَ أَعَزَّ عَلَىَّ فَقْرًا بَعْدِى مِنْكِ وَإِنِّى كُنْتُ نَحَلْتُكِ مِنْ مَالِى جِدَادَ عِشْرِينَ وَسْقًا فَلَوْ كُنْتِ جَدَدْتِيهِ وَاحْتَزْتِيهِ كَانَ لَكِ ذَلِكَ وَإِنَّمَا هُوَ مَالُ الْوَارِثِ وَإِنَّمَا هُوَ أَخَوَاكِ وَأُخْتَاكِ فَاقْتَسِمُوهُ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ فَقَالَتْ‏:‏ يَا أَبَةِ وَاللَّهِ لَوْ كَانَ كَذَا وَكَذَا لَتَرَكْتُهُ إِنَّمَا هُوَ أَسْمَاءُ فَمَنِ الأُخْرَى قَالَ‏:‏ ذُو بَطْنِ بِنْتِ خَارِجَةَ أُرَاهَا جَارِيَةً‏.‏

قَالَ وَأَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ بِذَلِكَ‏.‏

قَالَ وَأَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ سَمِعْتُ حَنْظَلَةَ بْنَ أَبِى سُفْيَانَ يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ يُحَدِّثُ بِذَلِكَ أَيْضًا إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ‏:‏ أَرْضًا يُقَالُ لَهَا ثَمْرُدُ وَكَانَتْ عِنْدَهُ لَمْ تَقْبِضْهَا‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا وَأَبُو بَكْرٍ قَالاَ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِى رِجَالٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْهُمْ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَيُونُسُ بْنُ يَزِيدَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ الْقَارِىِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّهُ قَالَ‏:‏ مَا بَالُ رِجَالٍ يَنْحَلُونَ أَبْنَاءَهُمْ نِحَلاً ثُمَّ يُمْسِكُونَهَا فَإِنْ مَاتَ ابْنُ أَحَدِهِمْ قَالَ مَالِى بِيَدِى لَمْ أُعْطِهِ أَحَدًا وَإِنْ مَاتَ هُوَ قَالَ قَدْ كُنْتُ أَعْطَيْتُهُ إِيَّاهُ مَنْ نَحَلَ نُحْلَةً لَمْ يَحُزْهَا الَّذِى نُحِلَهَا حَتَّى تَكُونَ إِنْ مَاتَ لِوَارِثِهِ فَهِىَ بَاطِلٌ‏.‏

وَأَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا وَأَبُو بَكْرٍ قَالاَ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِى يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنِ ابْنِ السَّبَّاقِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ الْقَارِىِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه بِذَلِكَ‏.‏

وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ‏:‏ عَلِىُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُقْرِئُ أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِى عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ عَنْ أَبِى مُوسَى الأَشْعَرِىِّ قَالَ قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رضي الله عنه‏:‏ الأَنْحَالُ مِيرَاثٌ مَا لَمْ تُقْبَضْ‏.‏

وَرُوِّينَا عَنْ عُثْمَانَ وَابْنِ عُمَرَ وَابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهمْ أَنَّهُمْ قَالُوا‏:‏ لاَ تَجُوزُ صَدَقَةٌ حَتَّى تُقْبَضَ وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ وَشُرَيْحٍ أَنَّهُمَا كَانَا لاَ يُجِيزَانِهَا حَتَّى تُقْبَضَ‏.‏

باب‏:‏ يَقْبِضُ لِلطِّفْلِ أَبُوهُ

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْحَسَنِ وَأَبُو زَكَرِيَّا بْنُ أَبِى إِسْحَاقَ قَالاَ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِى رِجَالٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْهُمْ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ وَيُونُسُ بْنُ يَزِيدَ وَغَيْرُهُمَا أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ أَخْبَرَهُمْ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ أَنَّهُ قَالَ‏:‏ مَنْ نَحَلَ وَلَدًا لَهُ صَغِيرًا لَمْ يَبْلُغْ أَنْ يَحُوزَ نُحْلَهُ فَأَعْلَنَ بِهَا وَأَشْهَدَ عَلَيْهَا فَهِىَ جَائِزَةٌ وَإِنْ وَلِيَهَا أَبُوهُ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ بِشْرَانَ أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّفَّارُ حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى‏:‏ زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى بْنِ أَسَدٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدٍ الْقَارِىِّ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رضي الله عنه قَالَ‏:‏ مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَنْحِلُونَ أَوْلاَدَهُمْ نُحْلَةً فَإِذَا مَاتَ أَحَدُهُمْ قَالَ مَالِى في يَدِى وَإِذَا مَاتَ هُوَ قَالَ‏:‏ قَدْ كُنْتُ نَحَلْتُهُ وَلَدِى لاَ نُحْلَةَ إِلاَّ نُحْلَةً يَحُوزُهَا الْوَلَدُ دُونَ الْوَالِدِ فَإِنْ مَاتَ وَرِثَهُ‏.‏

قَالَ وَحَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ فَشُكِىَ ذَلِكَ إِلَى عُثْمَانَ فَرَأَى أَنَّ الْوَالِدَ يَحُوزُ لِوَلَدِهِ إِذَا كَانُوا صِغَارًا‏.‏

باب‏:‏ هِبَةِ مَا في يَدَىِ الْمَوْهُوبِ لَهُ

أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ أَخْبَرَنِى عَلِىُّ بْنُ عِيسَى الْوَرَّاقُ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِى طَالِبٍ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِى عُمَرَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرٍو عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ‏:‏ كُنَّا مَعَ النبي صلى الله عليه وسلم فِى سَفَرٍ فَكُنْتُ عَلَى بَكْرٍ صَعْبٍ لِعُمَرَ وَكَانَ يَغْلِبُنِى فَيَتَقَدَّمُ أَمَامَ الْقَوْمِ فَيُؤَخِّرُهُ عُمَرُ فَيَرُدَّهُ فَقَالَ النبي صلى الله عليه وسلم لِعُمَرَ‏:‏ بِعْنِيهِ‏.‏ فَقَالَ‏:‏ هُوَ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ‏:‏ بِعْنِيهِ‏.‏ فَبَاعَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏هُوَ لَكَ يَا عَبْدَ اللَّهِ فَاصْنَعْ بِهِ مَا شِئْتَ‏.‏

رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ‏.‏

باب‏:‏ مَا جَاءَ في هِبَةِ الْمَشَاعِ

أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِىٍّ الوَرَّاقُ حَدَّثَنَا ثَابِتُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَابِدُ حَدَّثَنَا مِسْعَرُ بْنُ كِدَامٍ عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ‏:‏ أَتَيْتُ النبي صلى الله عليه وسلم وَهُوَ في الْمَسْجِدِ أَظُنُّهُ قَالَ ضُحًى فَقَالَ لِى‏:‏ صَلِّهْ أَوْ صَلِّ رَكْعَتَيْنِ‏.‏ وَكَانَ لي عَلَيْهِ دَيْنٌ فَقَضَانِى وَزَادَنِى‏.‏

رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ ثَابِتِ بْنِ مُحَمَّدٍ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ فُورَكَ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ قَالَ سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ‏:‏ بِعْتُ بَعِيرًا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَوَزَنَ فَأَرْجَحَ لي فَما زَالَ بَعْضُ تِلْكَ الدَّرَاهِمِ مَعِىَ حَتَّى أُصِيبَ يَوْمَ الْحَرَّةِ‏.‏ أَخْرَجَاهُ في الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ‏.‏

أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ‏:‏ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمِهْرَجَانِىُّ أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ‏:‏ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُزَكِّى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبُوشَنْجِىُّ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا مَالِكٌ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ أَنَّهُ قَالَ أَخْبَرَنِى مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ التَّيْمِىُّ عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ عُمَيْرِ بْنِ سَلَمَةَ الضَّمْرِىِّ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ عَنِ الْبَهْزِىِّ‏:‏ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ يُرِيدُ مَكَّةَ وَهُوَ مُحْرِمٌ حَتَّى إِذَا كَانَ بِالرَّوْحَاءِ إِذَا حِمَارٌ وَحْشِىٌّ عَقِيرٌ فَذُكِرَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ‏:‏ دَعُوهُ فَإِنَّهُ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِىَ صَاحِبُهُ‏.‏ فَجَاءَ الْبَهْزِىُّ وَهُوَ صَاحِبُهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ‏:‏ يَا رَسُولَ اللَّهِ شَأْنَكُمْ بِهَذَا الْحِمَارِ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَبَا بَكْرٍ رضي الله عنه فَقَسَمَهُ بَيْنَ الرِّفَاقِ ثُمَّ مَضَى حَتَّى إِذَا كَانَ بِالأَثَايَةِ بَيْنَ الرُّوَيْثَةِ وَالْعَرْجِ إِذَا ظَبْىٌ حَاقِفٌ في ظِلٍّ وَفِيهِ سَهْمٌ فَزَعَمَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ رَجُلاً يَثْبُتُ عِنْدَهُ لاَ يُرِيبُهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ حَتَّى يُجَاوِزَهُ‏.‏

وَرَوَى مُسْلِمٌ الْبَطِينُ‏:‏ أَنَّ حُسَيْنَ بْنَ عَلِىٍّ وَرِثَ مَوَارِيثَ فَتَصَدَّقَ بِهَا قَبْلَ أَنْ تُقْسَمَ فَأُجِيزَتْ‏.‏

وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِىُّ أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ مَحْمُودٍ الْمَرْوَزِىُّ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِىٍّ الْحَافِظُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِىٍّ حَدَّثَنَا هَمَّامٌ عَنْ قَتَادَةَ عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ قَالَ‏:‏ نَحَلَنِى أَنَسٌ نِصْفَ دَارِهِ قَالَ فَقَالَ أَبُو بُرْدَةَ‏:‏ إِنْ سَرَّكَ يَجُوزُ لَكَ فَاقْبِضْهُ فَإِنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَضَى في الأَنْحَالِ أَنَّ مَا قُبِضَ مِنْهُ فَهُوَ جَائِزٌ وَمَا لَمْ يُقْبَضْ فَهُوَ مِيرَاثٌ قَالَ فَدَعَوْتُ يَزِيدَ الرِّشْكَ فَقَسَمَهَا‏.‏